هل تتوج اسبانيا جهودها منذ مؤتمر مدريد باقامة دولة فلسطينية؟
الكاتب: د. دلال عريقات
الجهد الدبلوماسي الإسباني يعكس جدية التزامها بتطبيق حل الدولتين في ظل فشل الأدوات القانونية والدبلوماسية بمحاسبة إسرائيل..
تعتبر أستاذة الدبلوماسية وحل الصراعات في الجامعة العربية الأمريكية، د. دلال عريقات، أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يمثل خطوة رمزية ذات أهمية كبيرة على الصعيد السياسي.
وتوضح عريقات أن هذا الاعتراف يعكس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ويعزز شرعية النضال من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويرمم الثقة ما بين الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي بما يتعلق باحياء حل الدولتين.
وتشير عريقات إلى أن تزايد هذا الاعتراف الدولي يشير إلى إدراك المجتمع الدولي لأهمية التوصل إلى حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، كما يعزز هذا الاعتراف موقف القيادة الفلسطينية في المطالبة بالحقوق الوطنية على الساحة الدولية، مما يزيد الضغط على إسرائيل لتغيير سياساتها الاستيطانية والعودة إلى إطار حل الدولتين.
وتؤكد عريقات أن الدور الإسباني في الاعتراف بدولة فلسطين يعكس التزام أوروبا بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، حيث ان إسبانيا، كدولة مؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي، اتخذت موقفاً واضحاً بدعم حل الدولتين، ما يبرز إرادتها السياسية في دفع الجهود لتحقيق هذا الهدف.
وتبين عريقات أن إسبانيا، التي استضافت مؤتمر مدريد للسلام قبل ثلاثة عقود، تدرك أهمية الحل العادل والمستدام الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وتسعى عبر دورها الدولي للمساهمة في صياغة الحلول المستقبلية.
وتوضح عريقات أن الاجتماع الذي عقد في إسبانيا بحضور وزراء من الدول العربية والإسلامية يعكس جدية مدريد بالانخراط في ملف السلام الفلسطيني-الإسرائيلي.
التعاون بين إسبانيا والدول العربية والإسلامية يشير، بحسب عريقات، إلى رغبتها في بناء تحالف دولي يدعم حل الدولتين.
هذا التحالف، وفقًا لعريقات، قد يكون أداة قوية للضغط على الأطراف الدولية لاعتماد حلول عملية تساهم في إقامة الدولة الفلسطينية.
وتنوه عريقات إلى أن إسبانيا تدرك أن الحل السياسي يتطلب دعماً إقليمياً ودولياً واسعاً، وأن تحالفًا كهذا قد يسهم في إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة لصالح السلام.
وتشير عريقات إلى أن إسبانيا، التي حملت المسؤولية التاريخية لمؤتمر مدريد، تجد نفسها أمام تحدي تنفيذ التزاماتها تجاه حل الدولتين، مع ضرورة ترميم الثقة مع الشعب الفلسطيني.
وتلفت عريقات إلى أن بعض الدول التي تدعم حل الدولتين لكنها تتجنب الاعتراف بدولة فلسطين، تعكس عدم الجدية في حل الصراع، وتبدو وكأنها تسعى لشراء الوقت لصالح المشروع الاستيطاني الإسرائيلي.
وتؤكد عريقات أن هناك فرصة لتشكيل تحالفات دولية تدعم الجهود الإسبانية، وهذه التحالفات، التي قد تضم دولاً أوروبية، وعربية وإسلامية، بإمكانها خلق بيئة سياسية مواتية لدفع عملية السلام قدمًا.
وترى عريقات أن الظروف الدولية قد تكون مهيأة لعقد مؤتمر دولي للسلام، شرط أن تتوافر الإرادة السياسية الدولية وتستمر الضغوط على جميع الأطراف المعنية للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وتؤكد عريقات أن مؤتمرًا دوليًا كهذا يمكن أن يكون خطوة حاسمة نحو التوصل إلى حل شامل وعادل يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والمبادئ الدولية.
وتلفت عريقات إلى أن هناك فرصة لتوقيع اتفاق تاريخي يخدم مصالح دول المنطقة، يقوم على أساس قاعدة "ربح-ربح" لجميع الأطراف، بعيدًا عن المبادرات التطبيعية السابقة مثل التي طرحتها إدارة دونالد ترامب حينما كان رئيسا.
وترى عريقات أن الجهد الدبلوماسي الإسباني يعكس جدية التزامها بتطبيق حل الدولتين في ظل فشل الأدوات القانونية والدبلوماسية بمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها.