إرهاب المستوطنين امتداد لحرب الإبادة والتهجير
الكاتب: سري القدوة
تصاعد وتيرة الاعتداءات الإرهابية التي ينفذها المستعمرون ضد المواطنين وممتلكاتهم، خاصة في مناطق الأغوار والقرى المحيطة وأن هذه الاعتداءات وصلت إلى مستويات خطيرة، إذ يحرق المستعمرون المحاصيل الزراعية، ويدمرون المنازل، ويهجرون الأهالي، واقتحموا إحدى المدارس في منطقة أريحا، واعتدوا على الطلبة والهيئة التدريسية، وأجبروهم على مغادرتها .
استهداف المستوطنين للقرى الفلسطينية يأتي ضمن خطة ممنهجة لسرقة المزيد من أراضي القرية لصالح الاستيطان واقتلاع المواطنين من أراضيهم ومنازلهم، وما يحدث فيها جزء من حرب الإبادة والتهجير التي يشنها الاحتلال بحق كل ما هو فلسطيني .
استمرار المستوطنين تجريف الأراضي الفلسطينية ومهاجمة المواطنين بحماية من جيش الاحتلال، يؤكد أنهما وجهان لعملة إرهابية واحدة، حيث أقدم المستوطنين على الاستيلاء على أراض يملكها المواطنين وقاموا بأعمال تجريف متواصلة فيها، ويهاجمون القرى ويعتدون على منازل المواطنين ويطلقون الرصاص الحي اتجاه المواطنين بحماية جيش الاحتلال وبات على العالم الذي يقف متفرجا على معاناة شعبنا أن تكون له مواقف واضحة إزاء جرائم المستوطنين وجيش الاحتلال وعدم الاكتفاء بكتابة التقارير .
أبناء الشعب الفلسطيني صامدين على أرضهم وفي قراهم وهم يدافعون عن حقوقهم في العيش الكريم على أراضيهم ولا يمتلك الاحتلال أي شرعية بترحيلهم او إجبارهم على ترك أرضهم، ولا بد من التحرك الشعبي لحماية الأرض والممتلكات والدفاع عن الحقوق الفلسطينية وان إرهاب عصابات المستوطنين في الضفة الغربية واستمرار المجازر في غزة لن يثني الشعب الفلسطيني عن الثبات بأرضه والدفاع عنها والتمسك بها .
تتصاعد ممارسات الاحتلال وترتفع وتيرة اقتحامات المستعمرين وهدم المنازل والمنشآت، إلى جانب أوامر الإخلاء والاعتقال الإداري، وكذلك توسيع مخططات البناء الاستعماري في محيط القدس، وبناء آلاف الوحدات الاستعمارية بالإضافة الى اعتداءات المستعمرين على أبناء شعبنا، خاصة اعتداءات على طلبة مدرسة بدو الكعابنة ومعلميها، إلى جانب اعتداءاتهم على قرية أم صفا في محافظة رام الله، ومسافر يطا والعديد من المناطق المستهدفة، ولا بد من العمل على ضرورة توفير احتياجات تلك المناطق وعلى الجهات المختصة تعزيز صمود أبناء شعبنا والوقوف عند احتياجاتهم، من أجل تعزيز صمود أبناء شعبنا في تلك المناطق .
ما يحدث امتداد لسياسات التهجير والترويع التي مارستها العصابات الصهيونية قبل عام 1948 وأثناءه ويجب على الفصائل الفلسطينية تحمل مسؤولياتها، وتفعيل لجان الحماية، قبل أن تتفاقم الأوضاع وتنتقل هذه الهجمات من القرى إلى المدن .
صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الاعتداءات لا يمكن تبريره، وأنه من الضروري اتخاذ خطوات جادة وفورية لحماية الشعب الفلسطيني من المستعمرين، وأهمية التأكيد على استمرار الجهود والمتابعات القانونية والدبلوماسية من جهات الاختصاص للدفاع عن حقوق أبناء شعبنا وممتلكاتهم في القدس العاصمة .
العالم أدار ظهره لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وخذل شعبنا، وأصبح يراقب عمليات القتل والإبادة اليومية في غزة وخاصة قتل الأطفال والنساء، والحصار الظالم على أهلنا وأن معظم الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض بسبب قيام جيش الاحتلال بإطلاق النار ومنع طواقم الدفاع المدني والطواقم الطبية من إجراء عمليات الإنقاذ، في جريمة مركبة، ما يزيد حجم الكارثة الإنسانية، وأمام ما يجري لا بد من المجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف حرب الإبادة الجماعية واعتداءات المستوطنين الإرهابية والعدوانية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة .