الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:52 AM
الظهر 11:27 AM
العصر 2:17 PM
المغرب 4:41 PM
العشاء 6:01 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

مثالب أوسلو في ذكراها

الكاتب: عمر حلمي الغول

اتفاقيات أوسلو الفلسطينية الإسرائيلية التي وقعت في 13 أيلول / سبتمبر 1993 في البيت الأبيض الأميركي، بغض النظر إن كنت معها ومؤيد لها، او ضدها، وترفضها، فهي باتت جزءً من الواقع المعاش، ولم يعد هناك مجالا لإدارة الظهر للواقع الذي انتجته سياسيا وقانونيا واقتصاديا واداريا واجتماعيا. ومن أعفى نفسه من المسؤولية في متابعة النضال لتصويب المسار الوطني، والمراكمة على بعض الإيجابي، الذي افرزته الاتفاقية، انما ركن نفسه في زاوية مظلمة، وشاح بوجهه عن التداعيات والمعطيات، التي نجمت عن الاتفاقية، في حين هناك تيار وطني آخر، رفض الانكفاء على الذات، وواصل العمل من على أرضية أوسلو والمؤسسات الوطنية التي أقامتها قيادة منظمة التحرير وسلطتها الوطنية، ورفض الصراخ والعواء من بعيد على الاتفاقية والموقعين عليها، وشارك في مؤسساتها، ودافع عن الكيانية (إدارة الحكم الإداري الذاتي التنفيذية والتشريعية والقضائية) التي بلورتها، ومضى على ذكراها قبل 4 أيام 31 عاما.


وهناك تجاه آخر، مثلته حركة حماس ومن يدور في فلكها، شتم وردح لأوسلو وكفر وخون القيادة الوطنية، وادعى انه ضدها، وبين ليلة وضحاها، وبعد ان أوعز لها سادتها من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والعرب والعجم وإسرائيل والغرب الرأسمالي، انخرطت قيادتها في دروبها التنفيذية والتشريعية، وهم يدعون نفاقا وكذبا ورياءً، انهم ضدها. لان هدفهم كان الأنقاض على الحكم الإداري الذاتي وتمزيقه، وتفتيت الكيانية الوليدة، وهو ما حصل في 14 حزيران/ يونيو 2007، وسيطرت (حماس) بانقلابها الأسود على مؤسسات الشرعية الوطنية في قطاع غزة، حتى يوم الدنيا هذا، أي قبل 17 عاما خلت. والجميع يعلم ما أنتجه الانقلاب الأسود من فظائع وويلات ومصائب، حتى الان. لكن الوقت، ليس وقت حساب، ولا كشف المستور، وعلى الجميع العض على الجراح، حتى تتوقف الإبادة الجماعية.


المهم بالعودة لجادة الذكرى والسؤال، من مع أوسلو؟ ولماذا مع أوسلو؟ وما هي ايجابيات وسلبيات ومثالب أوسلو؟ وهل أوسلو مظلومة؟ كما وصفها أحد الكتاب في مقالة له بعنوان "في ذكرى أوسلو، ومن هي أوسلو؟"، وصلتني من صديق على موقعي في الواتساب، ولكن لم يظهر اسم الكاتب، ولا اعرف سببا لذلك. وسأذكر بعض ما أورده للرد عليه، وإبراز نقاط الضعف والمثالب في أوسلو.


يقول "أوسلو المظلومة: نقلت النضال الفلسطيني من تقديس الحكي والخطابة والشعارات إلى محاولة بناء اللبنات الأولى للدولة على الأرض." واضاف "أوسلو المظلومة: هي مواصلة الاشتباك اليومي فوق ارضنا، وهي نتاج واستمرار للانتفاضة الأولى، ولكل النضال الوطني." وتابع "أوسلو المظلومة: أول وأهم انجاز حقيقي للشعب الفلسطيني. فشل الكل الفلسطيني في الاستفادة منه، السلطة والمعارضة والشعب؟!" وأردف "أوسلو أعطت الفلسطينيين أكثر ما أعطى وعد بلفور لليهود، اليهود استفادوا من الوعد، وحققوا من خلاله الدولة، الفلسطينيون فشلوا في ذلك؟ وواصل المديح بالقول "أوسلو انتجت السلطة الوطنية، أهم مشروع وطني فلسطيني على الأرض؟"


سأكتفي بما أورد، للرد على ما اعتبره إنجازا، واستغرب بداية لماذا وصف أوسلو ب"المظلومة"، وهي الظالمة؟ أولا النضال الوطني الفلسطيني لم يكن مجرد تقديس للشعارات والحكي والخطابة، انما كان نضالا حقيقيا، وقدمت الثورة الفلسطينية منذ هزيمة حزيران/ يونيو 1967، ومع انطلاقة الثورة الفلسطينية في ظاهرتها العلنية في دول الطوق العربية، في معركة الكرامة اذار / مارس 1968، ومعارك الاغوار في الأردن، ومعارك العرقوب والاوسط والغربي والليطاني وقلعة شقيف والجرمق وحاصبيا في الجنوب والجبل وفي البقاع اللبناني، والجولان السوري وبالإضافة لمواجهة الاجتياح الإسرائيلي بدءً من الجنوب والجبل وصولا لبيروت، والتي استمرت 88يوما، وغيرها من الساحات، هذه لم تكن شعارات ولا ثرثرات، انما نضال حقيقي، دفع الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني الشقيق وشعوب الامة في سوريا والأردن ومصر والعراق وليبيا والخليج والمغرب العربي عموما وغيرهم من العرب والمسلمين ثمنا باهضا من الشهداء والجرحى والدمار دفاعا عن الثورة الفلسطينية. وبالتالي ما ورد أعلاه لا يمت للحقيقة بصلة، وفيه تطاول على كفاح الشعب والثورة وقيادتها الوطنية.


أضف الى ذلك، من قال ان النضال الوطني كان متوقفا في ارضنا المحتلة، وبالعودة للتاريخ الوطني الناصع، هناك الاف المعارك التي خاضها الثوار في كل بقعة من ارض الوطن من رأس الناقورة الى ام الرشراش وما بينهما في القدس العاصمة والخليل وبيت لحم ورام الله والبيرة ونابلس وطوباس وسلفيت وجنين وطولكرم وقلقيلية، وحدث ولا حرج عن قطاع غزة بمدنه ومخيماته واحيائه وقراه، كان بمثابة شعلة نار، والا ماذا تقول عن بلوغ عدد المعتقلين قبل عودة القيادة الى ارض الوطن نحو 750 الفا من أسرى الحرية؟ وماذا تقول عن الانتفاضات والهبات الوطنية المتعاقبة، والتي توجت بالانتفاضة الكبرى 1987/ 1993، التي اوقفتها قاطرة أوسلو؟ وماذا تقول عن الاف الشهداء والجرحى؟ وماذا تقول عن توسيع المخيمات الفلسطينية في غزة، ونقل عشرات الاف للعريش وسيناء، وإقامة مناطق سكنية جديدة في قطاع غزة؟


وعن السلطة وعودة القرار، وما نسيت ان تذكره في مقالتك المبتورة والناقصة والمجافية للحقيقة، هو عودة ما يزيد على 600 ألف عائد للوطن. وهنا أسأل: الم يمكن ان تكون عودتنا للوطن أفضل 100 مرة مما حدث؟ وهل الفريق المفاوض أحسن التفاوض، ودافع بشكل جيد ومن موقع العارف بتفاصيل الوطن وطبوغرافيته، ام انه وقع في خطايا عديدة بقصد او دون قصد، وانا هنا لا اتهم أحدا، ولا اسيء للجهد الوطني الذي بذل، ولكن ما جاءت به اتفاقيات أوسلو، كان مثلوما، وفيه تنازلات كبيرة ومعيبة، الان ندفع ثمنها مضاعفا، وال600 الف الذين عادوا، قدمنا نصفهم تقريبا في الإبادة الجماعية ضحايا في غزة لوحدها بين المعلن وغير المعلن من الشهداء والجرحى، المعلن نحو 200 الفأ بين شهيد وجريح؟! لماذا تركت الملفات الأساسية دون حل: الاستيطان والقدس واللاجئين والامن والحدود والعودة والأسرى؟ لماذا نقبل بمرحلة انتقالية لخمس سنوات، حتى الان ندور في حلقتها المفرغة؟ وعلى أي أساس قبلنا بمواصلة إسرائيل البناء الاستيطاني الاستعماري في ارض الدولة الفلسطينية؟ ولماذا ساومنا على ملف اللاجئين والعودة؟ ولماذا قبلنا بان يكون الراعي الاميركي، هو الراعي الوحيد للمفاوضات، وغيبنا دور الشرعية الدولية؟ ولماذا قبلنا بتقسيم الأرض الفلسطينية ل3 اقسام A وB وC؟ وأين هي المنطقة ألف وبي الان، ولا اريد ان اتطرق للمنطقة سي، التي تضاهي 62% من مساحة الضفة الفلسطينية؟ ولماذا لم نحصل على طريق رابط بين جناحي الوطن من اللحظة الاولى وفق القواعد والنواظم الدولية؟ ولماذا قبلنا بالغلاف الجمركي الواحد من دولة الاستعمار الإسرائيلي؟ ولماذا منحنا إسرائيل السيطرة على المعابر، وجمع أموال المقاصة الفلسطينية، والتحكم بالخصم منها كيفما كان؟ ولماذا التنسيق الأمني من أساسه؟


ثم الم يكن بالإمكان العودة مقابل التضحيات الجسام التي قدمتها الثورة المعاصر والشعب قبل العودة لفلسطين، بالحصول على دولة كاملة السيادة؟ ولماذا لم نطالب إسرائيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحقوقه وثوابته الوطنية؟ هناك مازال الف سؤال يطرح نفسه على كاتب المقال ومن يدور في فلكه.


ومع ذلك، ادعو وانادي واطالب الجميع كل من موقعه الوطني لمواصلة الكفاح للدفاع عن الكيانية الفلسطينية، وتكريس وتوسيع وتعميق الإيجابيات على الأرض، ووأد المشروع الصهيو أميركي تحدياته، وحماية الشعب، ووقف الإبادة الجماعية وتأمين ادخال المساعدات الإنسانية المختلفة لأبناء الشعب، وتحرير الاسرى، والذهاب لمؤتمر دولي للسلام  لإنجاز استقلال دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران / يونيو1967، وقبلها رفع مكانة دولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وملاحقة قيادات دولة إسرائيل النازيين أمام المحاكم الدولية، ووصم دولة إسرائيل باعتبارها دولة إبادة جماعية، والعمل على عزلها، وحصارها، حتى تخضع للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...