الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:52 AM
الظهر 11:27 AM
العصر 2:17 PM
المغرب 4:41 PM
العشاء 6:01 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

المجازر مستمرة

الكاتب: عمرو الشوبكي

من الصعب أن نجد حربا في التاريخ الإنساني تشبه حرب غزة من حيث الدمار والقتل على تلك الرقعة الجغرافية وبين هذا العدد المحدود من السكان، ولا يمكن وصف ما يجرى بحق المدنيين والنازحين الفلسطينيين إلا أنه إبادة جماعية وتعمُّد قتل الأطفال والنساء بدم إسرائيلي بارد.

جريمة الدولة العبرية الجديدة جاءت مرة أخرى في مخيم النازحين في المواصي، فقتلت  عشرات المدنيين الفلسطينيين وتناثرت أشلاؤهم وسط حفر ضخمة وتحت أنقاض الخيام وهم نيام، في مشهد مروع يضاف إلى سلسلة الجرائم التي تقوم بها دولة الاحتلال دون حساب.

والمفارقة الصادمة التي صارت اعتيادية أن دولة الاحتلال باتت تستهدف «مناطق إنسانية آمنة» مثلما جرى بالقرب من المستشفى البريطاني بمدخل منطقة المواصي في خان يونس والمكتظة بالنازحين الفارين من أماكن أخرى في القطاع الفلسطيني، فقتلت ٥٠ شخصا وأصابت حوالى ١٠٠ آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، ولا يزال عدد كبير أيضا في عِداد المفقودين.

تفاصيل هذه الغارات في أماكن النزوح مرعبة وقاسية لأنها عادة ما تسفر عن اشتعال حرائق في الخيام وتوقفت إسرائيل عن القول، إنها بسبب أسلحة "حماس" بعد أن ثبت فداحة وعبط هذه الكذبة، فالغارة الأخيرة أسفرت عن اشتعال النيران في ٢٠ خيمة، وتسببت الصواريخ في حُفر يصل عمقها إلى تسعة أمتار، ما تسبب في اختفاء عائلات كاملة بين الرمال بفعل الصواريخ الارتجاجية التي ترسلها الولايات المتحدة دون توقف.

مأساة ما يجري في غزة أنه يتم في ظل توافق مجتمعي إسرائيلي على اعتبار جرائم الإبادة الجماعية مشروعة وجزءا من الحرب وأنها رد طبيعي على ما قامت به "حماس" في ٧ أكتوبر، حيث تأصل التطرف والعنصرية داخل المجتمع الإسرائيلي بصورة من الصعب أن نجدها في أي مكان آخر في العالم، وأصبحت هناك طاقة تحريض وكراهية غير متكررة في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية تدعو لقتل الفلسطينيين وإبادتهم وطردهم من أرضهم في مشهد غير مسبوق في التاريخ المعاصر.

إن هذا الخطاب بات مدعوما من الغالبية العظمى من المجتمع الذي اختار منظومة قيم تقبل الإبادة الجماعية والقتل والتهجير كحل لمشكلة الاحتلال، ونسي أو تناسى أنه لم يحدث في تاريخ الإنسانية أن انتصرت قوة احتلال استعمارية مهما كان جبروتها على شعب محتل حتى لو كان ضعيفا، ومهما كان حجم القوى التي تدعم أو تتواطأ مع المحتلين.

ستستمر جرائم دولة الاحتلال طالما لا يوجد من يحاسبها، وحتى المسؤولون الأوروبيون الذين يتبنون على مستوى الخطاب موقفا عادلا وإنسانيا من القضية الفلسطينية مثل مفوض السياسة الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل الذي جاء للقاهرة، وقال كلاما محترما على معبر رفح، ووجد آذانا صاغية في كل الدنيا ما عدا إسرائيل.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...