الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:52 AM
الظهر 11:27 AM
العصر 2:17 PM
المغرب 4:41 PM
العشاء 6:01 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

ترامب وهاريس وإسرائيل والابادة

الكاتب: عمر حلمي الغول

هي المناظرة الأولى لكمالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي، بعد انسحاب الرئيس بايدن من السباق الرئاسي، مع الرئيس السابق دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري فجر أمس الأربعاء 11 أيلول / سبتمبر الحالي، قبل شهرين تقريبا من موعد الانتخابات الرئاسية في 5 تشرين ثاني / نوفمبر القادم، واستمرت المناظرة 90 دقيقة على قناة "ABC"
وتميز دخول هاريس الى المنصة بثبات وقوة، واتجهت نحو خصمها ترامب وصافحته، الذي بدا عليه الانزعاج، وكأنه كان مجبرا على مصافحتها، حتى انه لم ينظر اليها، كنوع من الاستخفاف والعنصرية، وحتى شكك بهويتها وانتماءها الأميركي. وكل منهما خاطب شرائح وفئات المجتمع الأميركي الذي يخصه، فهي خاطبت النخب السياسية والأكاديمية والطبقة الوسطى وجمهور النساء والمهاجرين، في حين خاطب الرئيس السابق أنصاره من غير المتعلمين، أو أنصافهم والبيض الانجيليكان. وتميزت المرشحة الديمقراطية بالهجوم على المرشح الجمهوري، في حين تميز نسبيا بالهدوء وضبط الاعصاب، ولم يحاول كعادته انتهاج أسلوبه المعروف بالهجوم، رغم انه لم يتمكن تماما من ضبط اعصابه طيلة وقت المناظرة، فهاجم الرئيس بايدن بطريقة فجه، واتهمها ووالدها بانهما ماركسيين. لكن هاريس لم تدافع عن الرئيس الحالي، وقفزت عن الموضوع، وذهبت الى الملفات الأساسية في الصحة والاجهاض والمهاجرين والعلاقات الدولية، وخطر تولي ترامب الحكم مجددا، وسلطت الضوء على ما فعله في 6 كانون ثاني / يناير 2021 واقتحام أنصاره مبنى الكابيتول.
ووفق الخبراء سقط ترامب في الكذب والتضليل 33 مرة، في حين ان هاريس كانت سقطاتها أقل كثيرا. وحسب استطلاع رأي لقناة "CNN" فان 63% من الاميركيين، اعتبروا ان هاريس أفضل في المناظرة، مقابل 37% قالوا ان ترامب كان أفضل. رغم ذلك، فان أي منهما لم يحقق الضربة القاضية لخصمه، مع الاعتقاد بأن هاريس كانت متقدمة بالنقاط على ترامب، ولهذا طالب فريقها الانتخابي بإجراء مناظرة أخرى، البعض اعتبر ذلك مناورة تكتيكية، والبعض افترض رغبة في مواصلة الهجوم، وإثبات الذات، وتقديم ذاتها وقدراتها القيادية أمام ناخبيها، والشرائح المترددة في الولايات المتأرجحة وذات الأصوات الحاسمة في المجمع الانتخابي.
وما يهمني من المناظرة بين المتنافسين، هو الموقف من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي لم يأخذ حيزا كبيرا، ولكنهما لم يتمكنا من غض النظر عن الملف الإسرائيلي، حيث ادعى ترامب، أن هاريس "تكره إسرائيل"، وأضاف "إذا أصبحت رئيسة، أعتقد أن إسرائيل لن تكون موجودة خلال عامين من الان." دون ان يقدم دليلا على ذلك، وتابع "سيتم تفجير المكان بأكمله.. ستختفي إسرائيل". وردت هاريس بالقول، إن ادعاء انها تكره إسرائيل "ليس صحيحا على الاطلاق"، وأضافت أنها دعمتها طوال مسيرتها المهنية.
وبالنتيجة الماثلة أمامنا، ان كلاهما لم يتعرض للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب العربي الفلسطيني في عموم الوطن الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، ولا لمعاناة الأطفال والنساء والشيوخ والابرياء من أبناء الشعب، ولم يلتفتا الى عدد الضحايا، الذين فاق عدد الشهداء حتى الان مع دخول الشهر 12(41) الف شهيد، و(95) الف جريح، غير المفقودين تحت الأنقاض، والدمار الهائل التي استهدف مئات الالاف من الوحدات السكنية والمدارس والجامعات والمعابد والبنى التحتية، وتقنين ادخال المساعدات الإنسانية بمشتقاتها المختلفة، وتوسيع دائرة حرب التجويع والامراض والاوبئة.
لم يسقط الامر سهوا، ولا عفويا، انما مقصودا. لان كليهما أراد تأكيد دعمه لدولة التطهير العرقي الإسرائيلية، القائمة بالاحتلال والابادة الجماعية على الشعب الفلسطيني برعاية وقيادة الادارة الأميركية، والتي قدمت كل اشكال الدعم العسكري والأمني والمالي والسياسية والديبلوماسي والإعلامي، ونقلت حاملات طائراتها وغواصاتها النووية وبوارجها الحربية الى المياه الإقليمية للدفاع عنها وحمايتها، وتدير دفة المفاوضات حسب الرياح الإسرائيلية لمواصلة الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في القدس العاصمة وعموم المحافظات الشمالية، إضافة لمحافظات الجنوب الغزية.
وهذا الامر ليس مفاجئا، ولا مستغربا من الإدارات الأميركية المتعاقبة الجمهورية والديمقراطية على حد سواء، لا بل ان نتنياهو يواصل رفض إبرام صفقة التبادل للأسرى، ووقف حرب الأرض المحروقة حتى صعود ترامب لسدة الحكم، الذي اعطى وعدا لمريم اديلسون وبعدها لنتنياهو نفسه اثناء لقاءهما في 26 تموز / يوليو الماضي، بانه سيوافق على ضم المستوطنات جميعها لدولة إسرائيل، وعدم إقامة دولة فلسطينية.
إذاً أي من المرشحين في حال فاز في السباق الرئاسي، لن يعطي الشعب الفلسطيني حقه في الحرية والاستقلال وتقرير المصير والعودة، وبالتالي الرهان على أي منهما، هو رهان خاسر، الامر الذي يتطلب مواصلة سياسة فضح وتعرية الولايات المتحدة ونخبها الحاكمة من الحزبين، ودفع العالم للضغط على الإدارة الأميركية بالكف عن التغول على مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني السياسية، وإلزام إسرائيل باستحقاقات السلام ووقف الحرب المجنونة أولا وثانيا وألف فورا.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...