الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:02 AM
الظهر 12:34 PM
العصر 4:04 PM
المغرب 6:49 PM
العشاء 8:05 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"فرح" غزة ليس بخير!

الكاتب: بثينة حمدان

"نص مستوحى من الصورة المرفقة بعدسة ابراهيم عصام من غزة تحت الحرب"

لا اعرف اسمَ صاحبة الصورة ولا شيء عنها سوى أن المصور-الفنان ابراهيم عصام المبدع في إلتقاط الفرح الفلسطيني والجمال المجرد إلا من الطبيعة، يستنفر خيالَنا في كلِّ مرة، ويستثيرُ الحاضرَ والمستقبلَ معاً. في بدايةِ الحرب ظلَّ ابراهيم لفترةٍ بلا صورة، لم يستطع تصويرَ الحربِ والموتِ والدمار والبشاعة التي لم تعرفها غزة يوماً، وفيما بعد انتصر لمهمتِه وعادت نظرتُه الثاقبة الصادقة في تصوير الحياة رغم قسوتها تحت الحرب عبر صورٍ تُبكيكَ دون ألمٍ واضح، دون دماء، دون جثث، دون دموع! صورٌ مؤثرة تنزرع في مخيلتك قسراً، تجعلك ترغب بالنظر والتأمل والانزلاق نحوها. تستغرق في الوجوه التي تكفي قسماتَها البسيطة ووقفاتَها لتأخذك من كل هذا العالم الظالم وتعيش معها عُمراً، إنها عدسة الاستثنائي ابراهيم.. الذي صنع صوراً مختلفة عن غزة رغم المختلف الذي تعيشه المدينة منذ ما قبل أكتوبر؛ شهر الحرب والابادة والانقضاض البشع على واقع الحياة الضيقة والقاسية أصلا ومنذ زمن وعبر حروب متتالية. إلى أن وصلتني صورة "فرح"، لا أعرف اسم الطفلة، لكنني أطلقت "فرح" ليس على الطفلة فحسب، بل على الصورة-اللوحة، رغم صمتها العميق، لكنني سمحت لنفسي أن أرى في صمتِها فرحاً ما، حتى لو كان شحيحاً، أو مؤجلاً، لا يهم، ألهمتني في ذلك محاولات العدسة في استنطاق فرح الطفلة! وقد استنطقَتْ فعلاً هذا الفرح المؤلم والمخجل لكل من يلمسُه، فالطبيعي أن يكون فرحُ هذه الطفلة لا حدود له.

كان اهتمامُها "بأنها كانت أجمل قبل الحرب" كما قالت لابراهيم. لذلك أيضاً أسميتها فرح، فلو تعرف كم هي جميلة بكل لحظاتها وظروفها لَفَرِحَت على الملأ، قد تكون ابتسامتها التي حاول إلتقاطها إما لم تبدأ أو لم تكتمل وربما استصعبت الطريق للوصول إلى ابتسامة "عادية" وسط الرماد والركام!! 

فرحْ بشعرها الأشقر ووجنتيها الصغيرتين، بعذوبة فَمِها ونقاءِ أنفِها وعُمقِ عيونِها اللوزية.. لو تعلمي أن فيك كل جمال الأرض! وإعلمي أن جمالَك ثابتٌ لا تغيره حربْ، إنه جمال البقاء والنقاء والثبات، جمال الأمل والقوة والبراءة والحب الكبير الذي يبدأ من غزة ولا يلتقي إلا بها. ربما الشيء الوحيد الذي غيرته الحرب هو هذا الشعرُ الثائر أكثر.. فأكثر فأكثر. أما حبات الرمل المتناثرة على وجهها فشاهدة على أمواج الفرح والغضب والحُزن والانكسار والنهوض، وخلف كلِّ موجة هناك حبةُ رمل لا تيأس.

اسميتُها فرح لكنها قد تكون أمل أو ندى أو ملاك .. كلُّ الأسماءِ تليق بها.. كانت أجمل قبل الحرب ومازالت جميلة رقيقة، بطفولةٍ لن يستطيع أحد سلبها، فالطفولة مثل النجوم لا تتلألأ دون سماء، ومثل القمرِ لا يضيء دون ليل. الطفولةُ هي الجزء الثابت على هذا الكوكب رغم كلِّ الانكسار والحزن، الطفولة هي ملامحُ الحياة على أي كوكب.. ومع هذا فأنا أعلم جيداً أن "فرح"

ليست بخير.. وأننا لسنا بخير.

فيديو: https://www.youtube.com/watch?v=NmLaIA7Ky0g

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...