الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:01 AM
الظهر 12:35 PM
العصر 4:06 PM
المغرب 6:51 PM
العشاء 8:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

دور الاشاعة في تجسيد المخططات الصهيونية

الكاتب: د. محمد عودة

تنفيذا للمخططات الصهيونية واستكمالا لنظرية زئيف جابوتنسكي عن انجاز المشروع الصهيوني من خلال الجدار الحديدي وتعدد المشاريع التي طرحها فلاسفة وساسة إسرائيليين على مدى ما يزيد عن سبعة عقود للخلاص من تطلعات الشعب الفلسطيني عبر بث اليأس في عقول الفلسطينيين وضمن ايمان قادة المشروع الصهيوني ان لا إمكانية لإقامة اكثر من دولة واحدة بين النهر والبحر وعليه هناك ضرورة لحل الموضوع الديموغرافي عبر استخدام استراتيجيات عدة أهمها جلب مستوطنين من كافة اصقاع الأرض والعمل بكل الوسائل على دفع الفلسطينيين للهجرة سواء بالضغط والاكراه ام بشكل طوعي لضمان تقليص عدد السكان الفلسطينيين بين النهر والبحر الى اقل عدد ممكن وصولا الى دمج من يتبقى منهم في المجتمع الإسرائيلي كأقلية بلا حقوق وطنية .

من اهم المشاريع التفصيلية في هذا الصدد مشروع ايغورا ايلاند الذي تحدث عن تبادل أراضي بين إسرائيل ومصر، تمنح مصر إسرائيل بموجبها ما يقارب الالف كم مربع من سيناء وبالمقابل تمنح إسرائيل مصر مساحة اقل بقليل من هذا الحجم في صحراء النقب، يتم لاحقا توسعة جنوب قطاع غزة باتجاه سيناء وفي المقابل تقوم إسرائيل بالاستيلاء على مساحة مساوية من أراضي الضفة الغربية فيما يعرف بمناطق سي وخاصة في الاغوار من اجل رفع عدد المستوطنين لرقم قريب من عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

ان الخطة (المسماة الحسم) التي تنكر وجود شعب فلسطيني وتقضي بزيادة وتيرة الاستيطان وجلب مليوني مستوطن وتوطينهم على ما يعادل خمس مساحة الضفة الغربية، اما الاخماس الاربع الباقية يتم تقسيمها الى ست مناطق (الخليل، بيت لحم، رام الله، اريحا، نابلس وجنين) تدار على نمط روابط القرى عبر البلديات المنتخبة ومن اجل تفوق المستوطنين عددا في الضفة تعمد الخطة الى تشجيع الهجرة وان لزم الامر اجبار بعض السكان على الهجرة عبر الحسم العسكري.

في الآونة الأخيرة دأبت دولة المستوطنين بقيادة سموتريتش وبن غفير الى تسريبات مفادها ان حرب غزة تشكل فرصة لإنجاز المخططات حسب ما يروج لها المستوطنون، فالاستيلاء على مقدرات القطاع من احتياطي الغاز والنفط أصبح امرا واقعا حيث ان إسرائيل استغلت بناء الميناء العائم لإنجاز تمديدات تحت سطح البحر لسرقة الغاز والنفط. ثم انها -أي إسرائيل- تفاوض على البقاء في نتساريم ومحور فيلادلفيا إضافة الى انشاء شريط عازل شرق وشمال القطاع.

يدّعي مروجي الشائعات من غلاة المستوطنين ان هناك شبه اتفاق بين حلفاء إسرائيل بزعامة الولايات المتحدة ومن ضمنهم بعض الدول العربية ان بقاء إسرائيل في غزة غير ممكن وان هناك ضرورة لتقويض حكم حماس وبموافقة السلطة حسب ادعائهم وإيجاد بديل لها.

كما ان هناك اشاعات يروج لها المستوطنون تفيد بان السلطة ستتسلم إدارة المعابر من خلال إرسال عناصر من أجهزة الأمن الى غزة كخطوه على طريق إدارة ما تبقى من القطاع ومن اجل ان لا تتهم السلطة بالقدوم على دبابة إسرائيلية سيقوم المجتمع الدولي بفرض ذلك، وتذهب الاشاعة الى التصريح علنا بان الإمعان في الإبادة سيشكل وسيلة لقبول سكان غزة بالسلطة الفلسطينية بديلا لحماس ومنقذا لما تبقى من غزة.

كما تشير الاشاعة الى أنّ مشاريع إعادة الاعمار ستكون بيد السلطة الجديدة وبمشاركة مؤسسات دولية تستثنى منها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ففي نظر مروجي هذه الاشاعة ستكون هناك فرصة لاستقطاب رؤوس الأموال من الضفة الغربية حيث مشروع إعادة الاعمار سيكون مغري وطويل الأمد مما سيدفع بعضهم للإقامة واسرهم في القطاع وبالتزامن سيتم تكثيف هجمات الجيش والمستوطنين لتنفيذ برنامجهم بالهجرة القصرية لسكان المناطق المستهدفة في الضفة الغربية وقد تكون احدى الوجهات قطاع غزة بين خيارات كثيرة.

اما أجهزة الامن المنوي ارسال عناصرها الى غزة حسب ما يتم الترويج له فإن إرسال عدد كبير من منتسبيها يضمن مشاركة اقل عدد من أشخاص مدرّبين ومسلّحين في حال أقدمت إسرائيل على مجازر في المخيمات والأغوار.

تروج أوساط المتطرفين سموتريتش وبن غفير أن هذه الطريقة تنهي الحرب دون اتفاق مع أحد وتبقي الباب مفتوحا للعودة إلى الحرب كلما اقتضت الضرورة.

يتم الترويج أيضا الى القضاء على البطالة المرتفعة في القطاع عبر إشغال العمال في إعادة الإعمار بمن فيهم العمال الذي كانوا يعملون في إسرائيل وتسببت الحرب في دخولهم سوق البطالة وأن الوجود الدولي في غزة والمساعدات والمشاريع ستساعد في خلق أجواء من الرفاهية المجتمعية مما سيعزز دور السلطة الجديدة.

فلو افترضنا أنه من الضرورة بمكان التعامل مع الإشاعات على أنها جزء من برامج تهدف الى تقويض السلطة في الضفة -حسب ما ورد على لسان اكثر من مسؤول إسرائيلي- يقودها متطرفو الحكومة الإسرائيلية كما هو حال أصل المشروع الصهيوني الذي اعتمد بالأساس على بث الإشاعات واختلاق الروايات، فماذا أعدت القيادة الفلسطينية من خطط وبرامج لإفشال هكذا مخطط وفي نفس الوقت استعادة وحدة الشعب الفلسطيني على أراضي دولته العتيدة في الضفة وغزة والقدس.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...