الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:15 AM
الظهر 12:27 PM
العصر 3:48 PM
المغرب 6:23 PM
العشاء 7:38 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

نبض الحياة: نتائج الانتخابات الإيرانية وآفاقها

الكاتب: عمر حلمي الغول

في زحمة الانتخابات الأوروبية والإقليمية وخاصة الإيرانية تستوجب الضرورة تسليط الضوء على انعكاساتها واثارها السلبية والايجابية على الشعب العربي الفلسطيني، الذي يواجه حرب إبادة وحشية دخلت أمس الاحد شهرها العاشر بعد 275 يوما بأيامها ولياليها، بشتائها القارس، وصيفها الحارق، وويلاتها وفظائعها النازية من حيث القتل للأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير معالم الحياة بمجالاتها المختلفة، وبالتالي بعدما توقفت سريعا امام الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية والانتخابات البريطانية بنتائجها النهائية، وما شهدته كلاهما من تحولات هامة من صعود وهبوط للقوى السياسية اليمينية وما يسمى بالمعايير النسبية اليسارية، فكان من الضروري التوقف أمام نتائج الانتخابات الإيرانية، التي جرت جولتها الثانية يوم الجمعة 5 يوليو الحالي، وأظهرت فوز الإصلاحي مسعود بزشكيان على المتشدد سعيد جليلي حسب المعطيات الرسمية لوزارة الداخلية اول امس السبت.
وجاءت الانتخابات الإيرانية الحالية في اعقاب رحيل الرئيس إبراهيم رئيسي قبل نحو شهرين في حادث سقوط طائرة الهليوكبتر التي كان يستقلها مع مسؤولين آخرين. ومن الواضح ان فوز الطبيب الجراح بزشكيان ليس محض الصدفة، وانما وفق ما اعتقد، انها خطوة مدروسة من قبل نظام الملالي بزعامة المرشد علي خامئني، ارتباطا بجملة من التطورات الإقليمية والدولية، وخاصة حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني من قبل العدو الصهيو أميركي ومن خلفه الغرب الرأسمالي، وهجوم إيران المحسوب على إسرائيل في 13 ابريل الماضي، والذي كان أقرب الى سيناريو هوليودي منه الى حرب حقيقية، وفي اعقاب الانتخابات للبرلمان الأوروبي في يونيو الماضي، وما تلاه من انتخابات إنكلترا وفرنسا، وعشية الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث تشير المؤشرات الى صعود مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، في حال واصل المرشح الديمقراطي بايدن التمسك بالمنافسة لولاية ثانية، واستمرار الحرب في أوكرانيا، أي حرب الغرب بالوكالة مع روسيا الاتحادية.
وكان الرئيس الإيراني الجديد وعد بالتواصل مع الغرب بهدف تجسير المسافة بينهم، والعمل على معالجة الملف النووي الإيراني، وعلى الصعيد الداخلي وعد بحل الازمة الاقتصادية بعد سنوات من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية الايرانية، وتخفيف تطبيق قانون الحجاب الالزامي، ومد خيوط التواصل مع دول الإقليم وخاصة في الخليج العربي وغيرها من دول الإقليم الشرق اوسطي الكبير.
وكأن لسان حال النظام الإيراني من خلال تسلم الطبيب الجراح الحكم بعد نحو 20 عاما من تولي رؤساء من التيار المتشدد، اننا دفعنا بصعوده ليحمل مشرطه الطبي لإجراء عمليات جراحية بهدف تخفيف الضغوط السياسية والاقتصادية والأمنية العسكرية الداخلية والخارجية، وتجميل صورة نظام الملالي بمعايير نسبية لتمرير مصالحه التكتيكية والاستراتيجية على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية، وللتأكيد على ان النظام لا يريد التصعيد مع الدول والقوى المختلفة وخاصة إسرائيل والولايات المتحدة.
ولهذا دعا الزعيم الإيراني خامئني ومن يمثلونه، أي أدواته من أحزاب الله في الوطن العربي، وخاصة حزب الله في لبنان الى عدم الذهاب لتصعيد وتيرة الصراع مع إسرائيل لحرب إقليمية، وأكدوا انهم لن يدعموا حربا واسعة مع دولة إسرائيل، وطالبوا بالمحافظة على تكتيك الاشتباك المتفق عليه، وضمن الإيقاع المضبوط. ولهذا أرسلوا الرسائل للغرب عموما بقيادة الولايات المتحدة، وتواصلوا معهم عبر الوسطاء بمن فيهم هوكشتاين الإسرائيلي الأميركي، ممثل الإدارة الأميركية في الملف اللبناني الاسرائيلي، بأن إيران ستعمل على ضبط منسوب المناوشات لذر الرماد في عيون الفلسطينيين والعرب عموما. مع ذلك سيبقى باب توسيع دائرة الحرب مفتوحا، لا سيما وان المسافة بين استمرار الصدام بالشاكلة القائمة والحرب المفتوحة طلقة طائشة، او صاروخ انطلق دون حساب.    
وبالعودة لمكانة الرئيس في النظام الفارسي، لمن يعرف طبيعة نظام الحكم، يعي جيدا أن موقع الرئاسة ليس مسؤولا عن السياسة الخارجية، حتى وإن كان الرئيس جزءً من مطبخ صناعة القرار، بيد ان صاحب القرار الأساس هو خامئني وادواته العسكرية والأمنية وهيئة مصلحة النظام، وهذا يعني ان موقع الرئيس بزشكيان في معادلة النظام السياسي الإيراني محدود، ولا يشكل تغييرا جوهريا. لان صاحب القرار والممسك بمقاليد الحكم، هو زعيم نظام الملالي، وليس أحدا غيره.
مع ذلك، ضروري إبقاء الباب مواربا لعل وعسى ان يتمكن الطبيب الجراح من احداث تحول إيجابي بهذا القدر او ذاك في العلاقات البينية مع دول الجوار والعالم بما يخدم مصالح الشعب الإيراني.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...