الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:15 AM
الظهر 12:27 PM
العصر 3:49 PM
المغرب 6:24 PM
العشاء 7:39 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

ليس هكذا تورد الإبل يا د. مصطفى

الكاتب: د. محمد عودة

ليس من الحكمة بمكان القاء حجر في البئر التي نشرب منها، بالإمكان ان يحصل من اجل تعكيرها والتفرد بها لاحقا مما يعني الفشل الذريع في المنافسة الشريفة على إدارة تلك المياه والوصول الى اعلى درجات الانتهازية.

منذ اليوم الأول للعدوان على غزة انبرى الكثيرون من القيادات الفلسطينية  للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حقة في الدفاع عن نفسه ودحض الرواية الإسرائيلية بان عدوانها على غزة يعد دفاعا عن النفس رغم ان هذا الادعاء يناقض المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة الا ان الكثير من دول العالم ابتلعت الطعم وبدأت تروج لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ولم تكتفي بذلك بل ان دول كثيرة شاركت بالتسليح حينا وبالقتال المباشر أحيانا كما هو حال الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا بين دول أخرى.

من بين المدافعين باقتدار عن حق الشعب الفلسطيني كان الأخ مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية وفي اغلب الأحيان كان مبدعا، كان يتحلى بالهدوء والمنطق واللغة وامتلاك المعلومة مما اهله ليصبح وجها من وجوه الاعلام الناجحين وعلى كل المنابر.

لقد اعتدنا على مطالبات الأخ مصطفى بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وأحيانا الذهاب الى ما هو ابعد من ذلك والمطالبة بقيادة موحدة تشكل عمليا بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث ان المطالبة بقيادة موحدة في ظل الانقسام تعد وصفة ناجعة لإلغاء الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. فلو ان الفلسطينيين موحدين لكان مطلب القيادة الموحدة ضرورة في الظرف الراهن.

وبما ان الدكتور مصطفى جزء من منظمة التحرير وقيادتها فمن المستهجن ان يشارك في اجتماعات اقل ما يقال عنها انها بقصد ام بغيره تسعى الى تقويض منظمة التحرير وإيجاد اجسام بديلة او رديفة لن تحظى لا بشرعية وطنية ولا إقليمية ولا دولية مما سيفقد الشعب الفلسطيني وحدانية التمثيل وبالتالي منح العدو الوقت الكافي لتغيير الواقع بما يضمن عدم قيام دولة فلسطينية.

لقد شارك في لقاءات في أكثر من مكان كما حصل في الدوحة وكأن الدوحة مستقلة وحيادية ومعنية بوحدة الشعب الفلسطيني واخرها لقاء روما مع شخصيات إسرائيلية غير رسمية لم تفعل شيء عندما كان في أعلى هرم السلطة فما بالك اثناء حرب وجودية تدعيها إسرائيل يتوحد فيها المجتمع الإسرائيلي خلف حكومته في خوض الحرب وان الخلافات داخل المجتمع الإسرائيلي غير مرتبطة بمحاربة الشعب الفلسطيني ورغم أهمية اللقاء بقوى السلام في إسرائيل الا ان التوقيت غير مناسب من باب احترام دماء شعبنا المسفوكة في غزة والضفة ومراعاة مشاعر شعبنا الذي يتعرض للإبادة الجماعية.

وعليه أوجه نداء الى كل كوادر الشعب الفلسطيني الذين لديهم ملاحظات على منظمة التحرير وانا واحد منهم بان الإصلاح بالضرورة يجب ان يكون فلسطيني محض ولا يتبع لاي اجندات ويجب ان يكون من داخل الأطر. أخص بندائي كل الشرفاء وهم الغالبية العظمى من الذين شاركوا في لقاءات قد تؤدي الى تعميق الانقسام واضافة شرذمات على بنية التمثيل الفلسطيني.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...