الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:00 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:24 PM
المغرب 7:54 PM
العشاء 9:26 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

نبض الحياة.. هدف نكران الجميل

الكاتب: عمر حلمي الغول

ليست المرة الأولى التي يتنكر فيها نتنياهو لجميل الإدارات الديمقراطية في دعم إسرائيل في حروبها ومعاركها على الجبهات المختلفة، وفي المحافل الدولية، ففي زمن إدارة أوباما فتح رئيس الوزراء الإسرائيلي معارك دونكشوتية ضد الرئيس الأميركي وادارته، والان يعاود الكرة في التحريض على الرئيس بايدن وادارته، ويدعي انها من 4 اشهر قلصت ارسال الأسلحة لإسرائيل، وأشار ان حكومته توجهت مرات عدة للإدارة الأميركية داخل الغرف المغلقة لتزويدنا بالأسلحة، لكن شيئا لم يتغير، ما وصل في نهاية المطاف أمور صغيرة، غير ان الجزء الأهم والاكبر منها لم تصل. وحسب موقع NBC نشر يوم الثلاثاء الماضي 18 يونيو مقطع فيديو هاجم فيه الرجل القوي في إسرائيل إدارة بايدن في أحدث اشتباك علني بين الحليفين بشأن الحرب في غزة، وهو ليس التباين والخلاف الأول زمن حرب الإبادة وقبلها.
وقال بيبي في الفيديو "قلت إنني أقدر الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل منذ بداية الحرب" وأضاف "لكنني قلت أيضا إنه من غير المعقول أن تقوم الإدارة في الأشهر القليلة الماضية بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل"، وان هذا الحجب للأسلحة يعيق هجوم جيشه المستمر في غزة. مما اثار سخط وانزعاج الإدارة الأميركية، وردا على هجوم رئيس الحكومة الإسرائيلية، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير: انها ليس لديها أدنى فكرة عما يتحدث عنه نتنياهو، ورفضت إدارة بايدن يوم الثلاثاء الماضي اتهامات الوزير الإسرائيلي الأول، بأن واشنطن "حجبت الأسلحة والذخائر" عن حليفتها الوثيقة خلال الأشهر القليلة الماضية. وأكدت كارين أنه تم إيقاف شحنة واحدة فقط من القنابل الثقيلة مؤقتا منذ بدء الحرب، في حين ان الأسلحة ومليارات الدولارات استمرت في التدفق الى إسرائيل."
ويأتي هذا الهجوم من نتنياهو عشية سفر وزير الحرب الإسرائيلي، غالانت لواشنطن، لتحقيق أكثر من هدف، منها أولا تعكير أجواء رحلة المسؤول العسكري الأول؛ ثانيا القاء ظلال ثقيلة على حواراته مع المسؤولين الاميركيين. رغم ان أحد أهداف زيارته ترطيب أجواء العلاقات المشتركة بين الدولتين الحليفتين، وتأمين دعمها لحربها على لبنان؛ ثالثا الاستحواذ على أي انجاز يمكن ان يحققه غالانت، والايحاء للرأي العام الإسرائيلي بأنه صاحب الفضل في تحقيقه؛ رابعا محاولة لي ذراع الإدارة عموما وبايدن شخصيا عشية زيارته لواشنطن في 24 يوليو القادم لإلقاء كلمة امام الكونغرس، وقبيل الانتخابات الرئاسية؛ خامسا الهدف غير المعلن من هجوم نتنياهو مغازلة المرشح الجمهوري، ترامب وحزبه، والاستقواء على الإدارة الديمقراطية ورئيسها. لا سيما وانه سيبقي نيران حربه متقدة لحين اجراء الانتخابات وفوز حليفه الجمهوري.
والنقطة الأخيرة تشير الى أن استهداف رئيس حكومة حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني يعود الى فرضية باتت واضحة وجلية في تعامل الزعيم الإسرائيلي مع الإدارات الديمقراطية، حيث يعتبرها الخاصرة الضعيفة في الولايات المتحدة، والتي يمكن ان يستقوي عليها بادعاءاته الكاذبة. لان ما قدمته الإدارات الديمقراطية وخاصة إدارة الصهيوني الجيد فاق ما قدمته الإدارات الأميركية السابقة بدءً من قيادة دفة الحرب، وارسال حاملات طائراتها وغواصاتها وقواتها العسكرية الى إسرائيل، وفتحت أبواب مخازن أسلحتها المختلفة وذخائرها لتقديم كل ما تحتاجه إسرائيل عبر جسورها الجوية والبحرية لنقل الأسلحة وغيرها، وقدمت نحو 60 مليار دولار للحكومة الإسرائيلية، وحماية الدولة اللقيطة في المؤسسات الدولية، واستخدامها حق النقض / الفيتو 4 مرات للتغطية على حرب الإبادة، ولمواصلتها على الشعب الفلسطيني.
في حين ان حكومات إسرائيل المتعاقبة بما فيها حكومات نتنياهو ال6 لم تفتح اية معارك مع الحزب الجمهوري، وكانت تنصاع لمحددات سياساتها، منذ حكومة شامير في مطلع التسعينيات من القرن الماضي عشية عقد مؤتمر مدريد 1991 والى الان، وهو ما يكشف انحياز واضح من الحكومات الإسرائيلية للحزب الجمهوري على حساب الحزب الديمقراطي واداراته المتعاقبة.
مما اثار مخاوف الإدارة الأميركية الحالية مما سيقوله نتنياهو امام الكونغرس الشهر القادم، ودفع العديد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين للتوجه لجمع التواقيع على مذكرة تطالب بتأجيل زيارة الزعيم الإسرائيلي لواشنطن والحؤول دون القاء خطابه امام الكونغرس.
مع ذلك لا يجوز قراءة لوحة التباينات بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن، الا في إطار الخلاف المحسوب، والذي لا يحمل اية انقلابات دراماتيكية في العلاقة البينية بين الولايات المتحدة وإسرائيل. لان إسرائيل كدولة وظيفية، هي مصلحة استراتيجية أميركية، بيد ان ذلك لا يمنع من بروز تباينات واجتهادات بين الإدارات والحكومات الإسرائيلية. ومن المبكر الرهان على هذه الخلافات في وصولها الى نقطة اللا عودة. وبالتالي نكران نتنياهو جميل إدارة بايدن ليس جديدا، وهذا هو منطق الحركة الصهيونية وحكومات دولتها النازية مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية، ولا تتورع عن توجيه اية اتهامات لها بما في ذلك "معاداة السامية" الكذبة التي باتت مفضوحة، وعارية عن الصحة بالنسبة للرأي العام الأميركي والدولي على حد سواء.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...