جرأة وشجاعة الرئيس محمود عباس في الحفاظ على الكرامة الوطنية
الكاتب: د. رضوان عبد الله
يعد موقف الرئيس محمود عباس من رفض لقاء وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن إشارة إلى تمسكه بمواقفه السياسية والدبلوماسية بشأن قضايا فلسطين، خصوصًا إذا كان الاحتجاج يتعلق باستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار الاعتراف بدولة فلسطين. يعكس هذا التصرف استعداده للتمسك بمواقفه الراسخة على الرغم من الضغوط الدولية، وهو أمر يمكن اعتباره جزءًا من جهود الحفاظ على الكرامة الوطنية والفلسطينية.
ومع ذلك، قد يثير هذا الموقف أيضًا تساؤلات حول فعالية التوجهات الدبلوماسية في مواجهة التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها فلسطين، خاصة في ظل غياب وسائل الضغط الاقتصادية أو العسكرية المباشرة،اذ إن تحقيق التوازن بين الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وإيجاد سبل للتفاوض مع الأطراف الدولية قد يكون تحديًا حقيقيًا.
بالاشارة هنا ، وفيما يتعلق بغزة، فانه من المهم القول إلى أن الوضع هناك معقد ويتطلب تعاونا بين جميع الفصائل الفلسطينية لتجاوز الصعوبات الحالية وتحسين حياة السكان ، وإن تحقيق الوحدة الوطنية قد يمهد الطريق لحل مشاكل غزة ويساعد في تعزيز الحقوق الفلسطينية بشكل عام.
ومن جهة ثانية فقد رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاءات سابقة مع مسؤولين أمريكيين في بعض الأحيان وذلك احتجاجًا على سياسات الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية،وكانت أبرز تلك المواقف عندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اعترافه بالقدس كعاصمة ل"إسرائيل" عام 2017،
ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. في تلك الفترة، قرر الرئيس عباس تعليق العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة ورفض لقاء المسؤولين الأمريكيين.
ويُظهر هذا النوع من القرارات تمسك الرئيس عباس بمواقفه السياسية والوطنية فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية مثل القدس وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني،ويهدف ذلك إلى الحفاظ على موقف واضح ومبدئي تجاه قضايا حساسة بالنسبة للفلسطينيين، حتى لو كان ذلك يسبب توترًا في العلاقات مع الولايات المتحدة.
إضافة إلى رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاءات مع مسؤولين أمريكيين احتجاجًا على سياسات الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية، فقد اتخذ الرئيس عباس أيضًا مواقف مماثلة في مناسبات أخرى :
1. *رفض خطة السلام الأمريكية:* في يناير 2020، رفض عباس خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن" التي اقترحتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب،واعتبر عباس هذه الخطة منحازة ل"إسرائيل" وتتجاهل الحقوق الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك قضايا القدس واللاجئين.
2. *تعليق الاتصالات مع الولايات المتحدة:* بعد قرارات إدارة ترامب بشأن القدس وقطع المساعدات عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قرر الرئيس عباس تعليق الاتصالات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة احتجاجًا على هذه السياسات.
3. *رفض الوساطة الأمريكية:* أبدى الرئيس عباس رفضًا للاعتماد على الولايات المتحدة كوسيط وحيد في عملية السلام، وذلك نظرًا لتحيز الولايات المتحدة لـ"إسرائيل" في نظره. بدلاً من ذلك، دعا إلى مشاركة أطراف دولية أخرى في المفاوضات.
هذه المواقف تعكس تمسك الرئيس عباس بموقف فلسطيني قوي فيما يتعلق بالقضايا الوطنية الرئيسية، على الرغم من الضغوط الدولية والإقليمية، ويُظهر ذلك حرصه على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.