جبل صهيون في القدس، الاسم اصله ومعناه.
الكاتب: يونس عمرو
سألني بعض الاخوة،ما هو اصل مصطلح(الصهيونية)؟ اقول: ان مصطلح الصهيونية، إنما أطلقه اليهود على انفسهم، للخروج من حوزة الدين الجامدة، المقيدة بضوابط ومقتضيات العقيدة والفكر الديني الثابت، والأحكام والضوابط الدينية الثابتة ، ومظاهر العبادات المنصوص عليها، وتحكم النصوص الدينية والكتب المقدسة ،بحياة اليهود كاهل دين اليهودية المتدينين بها، فسعوا الى ما يخرجهم من حوزة اليهودية كدين، إلى فضاء سياسي رحب، فاتخذوا من الصهيونية مصطلحا سياسيا البسوه ثوب القومية، زورا وافتراء على الله وعلى المتدينين باليهودية، كدين نعترف به وباهله نحن المسلمين، اعترافا مفروضا علينا شرعاً، تحت صفة اهل الذمة، بمعنى انهم(اهل العهد)، بحكم شرعي ملزم لكل مسلم ، امتثالا لقول النبي(صلى الله عليه وسلم) : "احفظوني في ذمتي، فمن اّذى ذميا فقد اًذاني". وهذا يفسر رفض جزء من الجماعات اليهودية للصهيونية متمسكين بيهوديتهم، ويجدر بالذكر ان اختراع مصطلح الصهيونية هذا،جاء بجهد استعماري ، ليجعل من المتصفين به سياسيا، يليق بهم ان يشتغلوا بالسياسة، ومن ثم يؤسسوا دولة، وظيفتها حماية المصالح الاستعمارية، ليس في الشرق العربي فحسب، بل في الشرق كله .
اما عن اصل هذا الاسم، فهواسم جبل يبوسي، كاعلى جبل في مدينة اليبوسيين الكنعانيين من أجدادنا العرب، عرفوه بجبل (صهيون).
اخذ الساسة اليهود واسيادهم المستعمرون الغربيون ، مصطلح الصهيونية من الاسم (صهيون)، وهو اسم كنعاني أطلقه اليبوسيون على الجبل الجنوبي الغربي من مدينتهم يبوس(القدس)، وهو أعلى مرتفع يشرف على الهضبة التي تقوم عليها المدينة، مما جعل اليبوسيين يبنون على الجبل قلعة كمقر لحكمهم لمدينتهم ، التي كانت مملكة كنعانية تنتظم في سلسلة الممالك الكنعانية ، كنظام سياسي ساد في زمانهم . ولأن هذا الجبل كان مقرا للحكم اليبوسي، سموه جبل (اكرا)،كاسم مشتق من المادة اللغوية الكنعانية (أَكَرَ)، وهي مادة توجد في الساميات، والتي من معانيها ، (حَكَمَ)، هذا الى جانب تسمية الجبل باسم (صهيون). هذا الاسم المشتق من المادة اللغوية السامية العامة (صَوَى)، وهي تدل على الصوت، فيقال للنخلة حين يجف جذعها ويحركها الهواء:"صَوَت النخلةُ" اي اصدرت صوتا. وحسب رواية العهد القديم ان صحت، اتخذ داود من الجبل مقرا لحكم المدينة، بعد تغلبه على اليبوسيين محتلا لقلعتهم على الجبل، ولارتباط داود بالترانيم الموسيقية التي افضت به الى ما عرف(بالمزامير) ، ارتبط الاسم بموسيقى مزامير داود، ولمكانته عند اليهود كملك مهم في تاريخهم ان صحت رواياتهم ، اتخذوا من اسم الجبل المرتبط عبثا بالملك داود ، مصطلحا سياسيا يخرجهم من قيود اليهودية كدين ، إلى السياسة الرحبة كنهج ونظام . كما سبق اسلفنا. ولايخفى على كل ذي فهم حصيف ، تجني هؤلاء وسطوهم على ما ليس لهم وادعاؤهم له على أنه من تراثهم وما يملكون، فنسبوا أنفسهم لاسم هذا الجبل اليبوسي الكنعاني(صهيون) ، وادعوه لهم كعادتهم في الاستيلاء على ما ليس لهم قديما وحديثا.
وهذا يؤكد مرة أخرى ارتباطهم بمدينة القدس ارتباطا حربيا. وعليه، فيمكن القول : ان صهيونيتهم التي انتسبوا إليها متنكرين لدينهم اليهودي، إنما مردها لاسم كنعاني عربي، كان علما على مكان عرفه به اهله اليبوسيون الكنعانيون العرب، منذ عمروا مدينتهم يبوس(القدس)،والى يومنا هذا . مع التاكيد على ان اليبوسيين لم يغادروا المدينة، وبقوا فيها بعد ان احتلها داود ، بدليل شرائه جرن البيدر من ارونا اليبوسي، حسب رواية العهد القديم، ان صحت.