يا اردن .. قلوبنا وسيوفنا معكم
الكاتب: ناصر اللحام
يتابع الفلسطينيون في الضفة الغربية بكل جوارحهم ما يحدث في الضفة الشرقية لنهر الأردن . ولكنهم لا يتدخلون ولن يتدخلوا في الشأن الداخلي للأردنيين. ويتفق جميع المحللين ان العلاقة بين الشعبين الأردني والفلسطيني قد وصلت الى عصرها الذهبي في جميع المجالات.
والمقصود العلاقة الرسمية والعلاقة الشعبية والعلاقات الاقتصادية والعشائرية والسياحية والزراعية . فلم تشهد العلاقة بين الشعبين مثل هذا التقدم ابدا .
ويشمل القول الفلسطينيين في داخل فلسطين ، والفلسطينيين في مخيمات اللاجئين داخل المملكة الأردنية . كما يشمل هذا الموقف الفلسطينيين في كل مكان .
والاهم ان جميع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية تجمع تماما على عدم التدخل ابدا في الاحتجاجات الإصلاحية التي تجري في مدن الأردن .
ان قرار عدم التدخل لا يعكس جهلا شعبيا ولا فقدانا للبوصلة القومية، وانما يعكس وعيا متقدما، وخبرة كبيرة، وقراءة صحيحة للمشهد العربي. هكذا كان الموقف امام جميع المجتمعات العربية من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وحتى بلاد الشام والعراق وصولا للخليج العربي واليمن.
الفلسطينيون جاهزون للتضحية من اجل جميع البلدان العربية وبالذات من اجل الأردن، وان يقدموا الفداء لدعم الشعوب العربية وقضاياها . ولكنهم لن يكونوا ابدا أداة سهلة بيد أعداء الامة وعلى رأس هؤلاء الأعداء " إسرائيل " التي تلوح رسميا وحزبيا بفكرة الوطن البديل .
نحن الفلسطينيون وسط معركة وجود كبيرة . ويخوض الشعب الفلسطيني معارك يومية على بوابات المدن والبلدات ضد الغزاة ، وضد المستوطنين وجيشهم . ويعلم القاصي والداني ان الفلسطيني يقاتل ومعه شرفاء الامة من اجل حماية الأقصى والمقدسات ومن اجل الدفاع عن كرامته ووجوده .
ورغم ذلك . لا يختبئ الفلسطيني وراء اية ذريعة للهروب من الموقف الواضح تجاه قضايا الامة . سواء في اليمن او العراق او لبنان او الأردن . والموقف الفلسطيني واضح لا لبس فيه :
نحن مع الأردن . ونحن مع الأردنيين . ونحن مع امن واستقرار الأردن . ونحن في تحالف دم منذ معارك مواجهة العصابات الصهيونية عام 1948 وحتى اليوم .ونحن في نفس الخندق ، وهو تحالف شعبي ونقابي وقبائلي وتحالف أخلاقي رفيع .
ولو طلبت الأردن أن نحارب معها ضد أي عدو سنفعل دون تردد . ولو طلبت ان نضحي من اجلها سوف نفعل .
نتمنى للأردن حكومة وشعبا ما نتمناه لأنفسنا . ونتمنى لقوى وعشائر الأردن كل الخير والتوفيق . وليحفظ الله الأردن من كل سوء.