الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:34 AM
الظهر 11:23 AM
العصر 2:26 PM
المغرب 4:54 PM
العشاء 6:11 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4
إصابة 3 أطفال إثر إلقاء الاحتلال قنبلة على عيادة تشهد حملة تطعيم لشلل الأطفال شمال مدينة غزة

كريم يونس... التحرر من بطن الحوت مرتين

الكاتب: موفق مطر

يصر قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، رئيس الشعب الفلسطيني أبو مازن، على تأكيد  التزامه بمبدأ الوفاء للشهداء والأسرى وتضحياتهم في كل مناسبة وطنية أو دولية، مجسدا بذلك مبدأ الوفاء للوطن، للأرض والشعب، دون اعتبار للحدود والحواجز الداخلية الجهوية والفئوية السياسية والاجتماعية التي كرستها منظمة الاحتلال الاستعماري العنصري حتى اصبحت أمرا واقعا لدى  ضعاف الرؤية الوطنية، أو فاقديها، ونعتقد أن إخراج المناضل القائد الأسير كريم يونس من بطن حوت النسيان وتحديدا في المؤتمر السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عام 2016، وترشيحه لعضوية اللجنة المركزية للحركة، كان تعبيرا واضحا ودقيقا عن الالتزام بمبادئ حركة التحرر الوطنية، بأن الوطن واحد، بأرضه وشعبه، وأن المتغيرات التي فرضتها ظروف المؤامرة الدولية والاحتلال والاستيطان المؤقتة ليست بديلا عن وحدة الوطن، فقناعات المناضل ثابتة أبدا، وهي الضمان لثقافتنا الوطنية وسلوكنا اليومي كمناضلين، لذلك اصر أبو مازن على أن يكون كريم يونس وشقيقه ماهر وأسرى وأسيرات ضمن 14 مواطنا أسيرا من بلدات فلسطينية محتلة منذ سنة 1948 أحرارا ضمن قوائم الأسرى المحررين الـ34، جميعهم اعتقلوا قبل اتفاق اوسلو، وذلك  حسب تفاهمات  القيادة الفلسطينية مع حكومة الاحتلال عام 2014. 

أما رسالة  القائد الأسير كريم يونس للرئيس أبو مازن، فهي مثال حي على معنى الوفاء للوطن، فهذا الحر قد خط لكاتب التاريخ: "نحن لا نتطلع إلى خلاصنا الشخصي وإنما إلى خلاص شعبنا من الاحتلال، فحريتنا مرتبطة بحرية شعبنا ونيله حقوقه المشروعة والثابتة.. فنحن نقف معك في جهودك وإصرارك على إنهاء أطول احتلال في التاريخ المعاصر، وإطلاق حرية الأسرى كجزء من الحل السياسي وليس على هامش هذا الحل، نحن نرفض المقايضة الإسرائيلية ووسائل التلاعب وسياسة التمييز العنصري الإسرائيلي، لأننا جزء لا يتجزأ من شعبنا العربي الفلسطيني ومصيرنا مرتبط بمصير هذا الشعب، نرفض المحاولات الإسرائيلية العنصرية باستخدامنا ورقة مساومة للضغط على الرئيس والقيادة الفلسطينية على حساب حقوق شعبنا العادلة، فنحن ناضلنا وضحينا من أجل حرية فلسطين وكرامة شعبنا البطل". 

اقرأوا –لو تكرمتم- بتمعن وإتقان ما قاله الحر بانتمائه الوطني ورؤياه المتجاوزة لكل الحدود المصطنعة سواء أنشأها المحتلون، أو نظراؤهم الفئويون، ليثبت بأن أسر جسد الإنسان يمنح العقل حرية التحليق في فضاء الوطنية بلا حدود، فكريم يونس الأسير المعتقل في زنازين الاحتلال، قال بعد وفاة  والدته: "برغم الألم والفقدان إلا أنني شعرت بسعادة وفخر عندما علمت أنَّ الحاجة لُفت بالعلم الفلسطيني الذي غُرز أيضًا على أرض مقبرة قرية عارة"... وهي –لمن لا يعلم موقعها في فلسطين- بلدة عربية تقع في منطقة المثلث الشمالي من فلسطين، تبعد 38 كم من مدينة حيفا من ناحية الجنوب.. وهنا يمنحنا الأسير البطل معنى آخر للسعادة تتجاوز المعلوم عند الناس، فأم البطل –والدته– نالت شرف لف جثمانها الطاهر بعلم فلسطين، فلفت السعادة نفسه وروحه، وحمته من وحش الاحتلال الذي انتظر ومازال ينتظر إعلان انكساره بعد اربعين سنة؟! ونحن على ثقة بأن السعيد سينتصر على الشقي ولو بعد أربعين. 

انتظرت أم كريم أربعين سنة لأجل هذه اللحظة، لكن للروح موعد مع القدر لا يتقدم ولا يتأخر، وآخر كلماتها: "رجعولي ابني كريم" وأذكر قولها بعد موافقتها على طلبي السماح لي بتقبيل رأسها في فعالية شعبية مساندة في الخان الأحمر شرق القدس: "كلكم أبنائي"، فبدت لي هذه الأم الصابرة كفلسطين تصر على عودة كريم ليس إلى مكانه الطبيعي في الصورة المرسومة في فضاء بصرها وبصيرتها وحسب، بل تريد عودته للوطن، فمعتقل هؤلاء الغزاة الغرباء نفي، ومحاولات بلا حدود لاقتلاع إنسان فلسطين، أو قل اجتثاثه من الوطن، فهل تراها كانت تخشى على كريم من جبروت الغزاة الصهاينة، أم أنها أرادت تكحيل عينيها برؤية كريم حرا، وتطمين قلبها بأن كريم مازال على عهده معها ومع الوطن؟؟ فهي التي حفرت في ذاكرتنا قوله: "لا تبك يا أمي فأنا معتقل بسبب عمل مشرف، وهنا 11 ألف أسير وأنا واحد منهم.. ولهؤلاء الأسرى الشباب أهل وزوجات فلا تبك يا أمي". 

ننتظر حرية كريم يونس، لتفرح روح  والدته، ولو قدر للعلماء اكتشاف آخر صورة في عينيي الإنسان المرتقية روحه للتو، وأخذوا الحاجة أم كريم (صبحية يونس) نموذجا، لوجدوا صورة  كريم وهي تعانقه حرا متحررا عزيزا، فالأمل هو الصورة الحقيقية الخالدة في بصر وبصيرة الإنسان الحر فكيف إذا كانت أم كريم، أم القائد الأسير كريم يونس، والأعجب من ذلك أن يقينها وإيمانها بحرية كريم في يوم ما كان أقوى من قدرة دموعها على مسح الصورة، فبقيت الصورة لتصبح مع  فاتح العام الجديد حقيقة واقعة، يوم تفرح روحها ونفرح مع روحها ويفرح الشعب بخروج كريم  من بطن الحوت، وتحرره من قيود منظومة الظلم والقهر والعنصرية والاحتلال (إسرائيل). 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...