مجزرة الحرم الإبراهيمي ومسلسل الإرهاب الإسرائيلي
بقلم: سري القدوة.
تلك هي وقائع التاريخ والإحداث التي تندرج تحت مسمياتها ممارسة الارهاب المنظم من قبل دولة الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني فبتاريخ الثلاثاء 25 فبراير قبل الـ26 ارتكب الإرهابي الاسرائيلي باروخ غولدشتاين مجزرته البشعة بحق المصلين في مسجد الحرم الابراهيمي، التي أسفرت عن استشهاد 29 مصليا، وإصابة 150 آخرين حيث عرفت فيما بعد بمجزرة المسجد الابراهيمي في الخليل .
نفذ المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين المجزرة عندما دخل إلى الحرم الإبراهيمي وأطلق النار على المصلين وأغلق جنود الاحتلال الإسرائيلي المتواجدون في الحرم أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب كما منعوا القادمين من خارج الحرم للوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع جنازات الشهداء ما رفع مجموعهم إلى 50 شهيدا، 29 منهم استشهدوا داخل المسجد.
وإثر المجزرة أغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة، بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكلت ومن طرف واحد لجنة «شمغار»، للتحقيق في المجزرة وأسبابها، وخرجت في حينه بعدة توصيات، منها: تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة ووضعت الحراسات المشددة على الحرم، وأعطت للاحتلال الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه، حوالي 60 % بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة.
ويضم القسم المغتصب من الحرم: مقامات وقبور أنبياء، وشخصيات تاريخية، إضافة إلى صحن الحرم، وهي المنطقة المكشوفة فيه ويذكر أن الإرهابي باروخ غولدشتاين الذي كان يبلغ من العمر (42 عاما) عند ارتكابه المجزرة يعد من مؤسسي حركة «كاخ» الدينية، وقد قدِم من الولايات المتحدة الأميركية عام 1980، وسكن في مستوطنة «كريات أربع» المقامة على أراضي مدينة الخليل.
وفي ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي يقوم نتنياهو بزيارة خاصة للمسجد الابراهيمي في الخليل هو وزوجته والوزيرتان من جماعات الهيكل تسبي حوتفلي وميري ريغيف ليعمل نتنياهو على احياء ذكري المجزرة ولكن على طريقته وبنفس نهج وأسلوب الإرهابي باروخ غولدشتاين وبنيامين نتنياهو كونهم وجهان لعملة واحدة باحثا عن دعم انتخابي من قوائم المستوطنين ليحصل على اكبر قدر من الاصوات في الانتخابات الإسرائيلية القادمة .
إن الارهاب الفكري والقمع الذي يمارسه نتنياهو ومحاولة فرض وقائع جديدة على الارض بنشر خرائط ما يسمى بصفقة القرن والبدا في تنفيذ يافطات تشير إلى التقسيم الجغرافي للمدن الفلسطينية حيث تم نشر لافتات جديدة علقها نشطاء حركة «ريغافيم» على مداخل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية تحذر الاسرائيليين من دخول تلك المدن والقرى باعتبارها جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية وفقا لصفقة القرن وتقول اللافتة التي كتبت باللون الأحمر وباللغتين العربية والعبرية «توقف! أنت تدخل منطقة الدولة الفلسطينية ..هذا المنطقة هي جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية وفقا لصفقة القرن .
إن هذه الممارسات مضحكة وتدعو للسخرية ولا يمكن أن تشكل إلا استهتارا بكل القيم والأعراف والقوانين الدولية، وإن محاولات حكومة الاحتلال تطبيق صفقة القرن الامريكية بتعليق يافطات تشير إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية هي لعبة مرفوضة ولا تساوى حتى ثمن الورق الذي كتبت عليه ولا تعني للشعب الفلسطيني أي شيء وتشجع المستوطنين على تنفيذ عمليات ضد الشعب الفلسطيني ومواصلة جرائمهم واستكمال سرقة الأراضي الفلسطينية ونهبها.