مات سميح ...

الكاتب: خالد عيسى
قسوة الفعل الماضي وفاعلها المرحوم في مرارة العبارة حين تنعق رسالة نصية من دمشق تجدها هذا الصباح مغمضة العينين على بريدك في الواتس اب ...
مات سميح شبيب ... اللغة حين تمارس اختصارها اللئيم في حكاية طويلة لصديق لم يكن صديقا عابرا في نصف عمرك ...
سميح كان صديقي اليومي على مدى اكثر من نصف قرن من الزمان ...وشريك حصري لذكريات مسيرة طويلة من الحياة الفلسطينية في جميع مراحلها ...
مات سميح .. وتركني هذا الصباح أحدّق في ذكريات عرجاء فقدت شريكها المزمن من دمشق بيروت الى قبرص كنا قد كتبنا يومياتها معا يوما بيوم .. في ازدحام التفاصيل التي كانت تسخر دوما من شياطينها في اسهاب المنافي حين تضيق بأحلامها التي كانت تطل من رام الله على يافا ولا تصل اليها الا بتصريح من عدوها ...
سميح صديق الحرف والحرب والأحلام المبتورة في رحلة الشقاء الفلسطيني التي تدفن في دمشق بعيدا عن يافا ..
سميح شبيب صباح الفاكهاني في بيروت حين كنا نصنع "النكتة" معا ونضحك بفم واحد تحت القصف الإسرائيلي من خلدة على الفاكهاني ...
مات سميح ... وتركني اليوم وحيدا في هذا المنفى السويدي الأشقر احدّق في حكاية نصف قرن من الزمان كتبناها معا يوما بيوم تختصرها رسالة نصية: "مات سميح" في اختصار لئيم لازدحام اسهاب فقد اليوم شريك تفاصيله ..
وداعا سميح شبيب صديق الأحلام المبتورة بين دمشق ويافا !