بقلم ماجد سعيد
خطاب عباس والقادم الصعب
كثير من الناس وبعد ان انهى الرئيس محمود عباس خطابه من على منصة الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الـ73تساءلوا، ما الجديد في الخطاب؟ وهل لبى هذا الخطاب تطلعات الفلسطينيين، وحقق ما قيل وروج له على مدى الايام الماضية من انه يحمل أهمية بالغة خاصة في هذا الظرف الذي تعيشه القضية الفلسطينية؟
ربما لم نسمع من الرئيس عباس أي جديد في هذا الخطاب لم يكن الفلسطينيون يعرفونه سواء على المستوى الداخلي او الرؤية السياسية الفلسطينية للمرحلة المقبلة، وقد لا يكون خطابه ايضا اعجب او لبى طموحات كثيرين من الفلسطينيين، لكن أهميته تكمن في التأكيد على المواقف المعلنة للفلسطينيين امام هذا الحشد الدولي، وهو مؤشر لما ستحمله المرحلة المقبلة.
في قادم الايام وتحديدا بعد عودة الرئيس عباس الى البلاد سيعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير، وعلى اجندته ما قيل في الامم المتحدة، أبو مازن ظل يؤجل تنفيذ قرارات القيادة والمجلسين الوطني والمركزي على مدى ما يقرب من عشرة اشهر، سعى خلالها الى إيجاد ما يغنيه عن التنفيذ على المستويين الداخلي والخارجي.
فعلى المستوى الداخلي ستكون المرحلة المقبلة مختلفة تماما عما كانت عليه طوال السنوات الاثنتي عشرة الماضية من اسناد السلطة الفلسطينية للانقلاب ودعم استمرار حكم حماس في غزة، فعباس الذي تفاوض مع الحركة بوساطة مصرية للوصول الى الاتفاق ولم يتمكن من احرز ما يريد وظلت حماس ترفض التسليم مصرة على البقاء في الحكم بالطريقة التي ترغب، سيقطع عن الحركة شريان الحياة حتى تستسلم له ما يعني ان القادم على غزة ليس سهلا.
على المستوى الخارجي يبدو الامر اكثر تعقيدا، فاتصالات الرئيس عباس مع مختلف الدول بعد اعلان الرئيس الاميركي القدس عاصمة لإسرائيل الذي كان نقطة تحول في العلاقة الفلسطينية الأميركية، لم تنجح في اختراق الموقف الدولي تجاه عملية السلام وهو ما يقرب الرئيس عباس من المصادقة على قرارات القيادة واعطاء الضوء الأخضر للبدء بتنفيذها خاصة ما يتعلق بتحديد العلاقة السياسية والاقتصادية مع إسرائيل وتعليق الاعتراف بها.
هذا الامر سيفتح باب المواجهة مع تل ابيب وواشنطن على مصراعيه، فإسرائيل التي ستتذرع بعدم شرعية من لا يعترف بها ستعمل على محاصرة السلطة الفلسطينية بدءا بالجانب الاقتصادي عبر وقف أموال الضرائب التي تجبيها لصالح السلطة وصولا الى محاولات عزلها سياسيا على المستوى الدولي، اما اميركا التي كان رئيسها ترامب متيقنا بنسبة %100من عودة الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات مع إسرائيل لن يكون سعيدا وهو يسمع تأكيد الفلسطينيين على اللا لتفرد الإدارة الاميركية برعاية عملية السلام، ما يعني زيادة الضغط على القيادة وعلى صعد مختلفة.
ولان أبو مازن يعرف ذلك واكثر فقد وجه حديثه مخاطبا شعبه في لفتة نادرة غابت عن مجمل خطاباته السابقة من على هذا المنبر الدولي، طالبا منهم الصمود والصبر.