بقلم ماجد سعيد
العصا والجزرة ومعادلة الحل القادم
بعد الجزرة التي قدمت قبل واثناء تجوال الوفد الاميركي في المنطقة، وما حمله من اغراءات اقتصادية لغزة، جاء استخدام العصا الإسرائيلية من خلال تشديد الحصار على القطاع واضافة مزيد من التعقيد على حياة الناس هناك.
اغلاق معبر كرم أبو سالم الا من بعض البضائع المحددة ومنعُ التصدير من غزة وتقليصُ مساحة الصيد البحري، تزعم إسرائيل أنها إجراءات عقابية على استمرار اطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي أتت على مئات الدونمات الزراعية الإسرائيلية، لكنها في الحقيقة تحمل أهدافا ابعد من ذلك.
فاذا ما نظرنا الى التصريحات الإسرائيلية والأميركية التي تزعم تعاطفها مع المواطنين في غزة وانهم يستحقون وضعا وقيادة افضل، نجد ما تقوم به تل ابيب من إضافة الضغط على الضغط يصب في ذات الاتجاه.
حماس رفضت العرض الإسرائيلي الاميركي للقيام بصفقة تنهي أزمات غزة الانسانية والاقتصادية مقابل حل سياسي، فجاء الرد بإضافة حصار الى الحصار، والتهديد بشن حرب قاسية على القطاع، لكن هل إسرائيل معنية بالحرب وبدفع الفلسطينيين الى الانفجار، لا اعتقد ذلك، مثلما لا اعتقد ان حماس هي الأخرى معنية بالدخول في مواجهة مع إسرائيل في هذا الوقت.
ان الاجراءات الإسرائيلية هذه تمثل شكلا من اشكال معركة التفاوض التي يجري فيها العض على الاصابع لتحسين الشروط الموضوعة وصولا الى مرامي إسرائيل وأميركا في فرض الحل السياسي من بوابة الإنساني في اطار صفقة تشمل ما لدى حماس من جنود او رفاة جنود إسرائيليين دون الافراج عن اسرى فلسطينيين املا في كسر قاعدة التبادل المعروفة.
صحيح ان زخم صفقة القرن تراجع وان كان ظاهريا، لكن الخشية ان تعود من بوابة مبادرات أخرى مثل مبادرة مبعوث الامم المتحدة نيكولاي ميلادنوف التي تجمع بين المصالحة الفلسطينية الداخلية وحلحلة الوضع الإنساني في غزة.
حماس ومع كتابة هذه الاسطر يتواجد عدد من قيادتها في القاهرة لبحث ملف المصالحة والوضع الإنساني في القطاع، وسبقها وفد من حركة فتح التقى المخابرات المصرية قبل ان يحط في دمشق للقاء فصائل منظمة التحرير، والرئيس عباس يطير الى روسيا للقاء بوتين بعد لقاء الأخير نتنياهو والتي تسبق جميعها لقاء بوتن ترامب الاثنين المقبل.
تحركات عديدة تحمل فكرة واحدة وهي محاولات إعادة ترتيب العلاقة الفلسطينية الاميركية الإسرائيلية وصولا لرسم خارطة المنطقة بشكل اشمل يتعدى حدود فلسطين، فهل يمكن ذلك؟