بقلم ماجد سعيد
العقوبات الاميركية ... ابتزاز سياسي ام مرحلة جديدة من اللعبة؟!
لم تكن وقاحة كوشنير مبعوث الرئيس الاميركي الى المنطقة مستغربة وهو يهدد الرئيس عباس والقيادة بالاستغناء عنهم في الحل القادم او ما يطلق عليه من صفقة القرن، خاصة بعد وقاحة ترامب نفسه فيما يتعلق بموضوع القدس وازاحتها عن طاولة التفاوض.
الجميع يعلم بما في ذلك القيادة الفلسطينية ان الإدارة الاميركية تعمل على إيجاد البديل لها للمشاركة بإعادة رسم وتقسيم المنطقة بما يتناسب مع تطلعات إسرائيل، وربما كان البحث الاميركي وسبقه الإسرائيلي قبل ان يعلن الرئيس عباس مقاطعته لادارة ترامب على إثر اعلان القدس عاصمة لاسرائيل، لكن ذلك ربما كان يدور في اطار الدراسة والبحث، اما اليوم فتبدو الاجراءات او العقوبات التي بدأت بالفعل تصب في ذلك الاتجاه للتضييق على القيادة وإظهار عجزها عن القدرة باخذ زمام المدافع والرافض للخطة الاميركية.
بعد تصريحات كوشنير بيوم التي قال فيها ان قصة الضحية تبدو جيدة في الوقت الحالي للمساعدة على انتزاع العناوين الرئيسية في إشارة للبحث عن قيادة بديلة من اهل غزة المحاصرين منذ اكثر من احد عشر عاما، أعلنت واشنطن بشكل رسمي قطع مساعداتها للسلطة الفلسطينية بحجة بعيدة عن الهدف ظاهريا لكنها تصل اليه.
الحجة لوقف صرف مخصصات مالية لاسر الشهداء والأسرى، إسرائيل واميركيا تعرفان ان هذا الامر لو طبق سيضرب مصداقية القيادة ويمس بهيبتها ويفقدها الثقة من شعبها، وهو الهدف الذي تريد واشنطن ان تصل اليه، واذا كانت هذه واحدة فقد سبقها سنوات طوال من حصار اهل غزة وما تبعها من تحريض لهم باستغلال إجراءات السلطة العقابية ضد القطاع على الرئيس عباس والقيادة باعتبارهم مشاركين في ذلك الحصار.
امر آخر تحاول اقطاب المؤامرة الدولية ان تزرعه بين الفلسطينيين مستغلة مرض الرئيس عباس وتراجع نشاطه الرسمي بفتح بورصة الخلفاء وبشكل شيطاني لا يخلو من بث الفتنة، بتغليب قيادي على آخر، ورفع فرص واحد وخفض ثان، وكأن امر شغور منصب الرئيس دنى ولم يعد سوى إيجاد الخليفة المنتظر.
وعلى الرغم من كل ذلك الا ان الإدارة الاميركية وإسرائيل ومن والاهم يعلمون ان الامر ليس بالامر الهين وان عباس ما زال يمثل رأس الشرعية، فلا شرعية لحماس او غيرها ولا احد يستطيع ان يبرم اتفاقا يفصل غزة عن الضفة لذلك أبقت الباب مفتوحا امامه كي يجالسها على طاولة المفاوضات.
ومع علمنا بمهندس أوسلو فانه من غير المتوقع ان يلدغ من جديد ويقبل بربط أي حل لغزة باسم الضفة كما كان اتفاق (غزة – اريحا اولا) في أي صفقة أخرى، لكن الخوف يبقى من إمكانية ترويض حكام غزة باغرائهم بالقبول الدولي ويحملوا على رياح صفقة يظنون انهم آخذون منها مغانم مؤقته تخفف عنهم الضغط الشعبي فيما تثبت كخارطة جديدة للمكان.