سهيل خوري: "الموسيقى ألغت احتمال أن تكون الحياة غلطة"
الموسيقى، التي تعطينا شهوة الحلم والذهاب بعيداً في الحنين، هي العالم الذي اختار سهيل خوري أن يعيش فيه منذ سنوات طويلة، فاحترف العزف على الكلارينيت والناي، وأطلق عددا من المهرجانات والتظاهرات الثقافية في فلسطين قبل أن يتولى منصب مدير عام معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في القدس.
"وإلا كيف يمكن أن نحتمل قسوة الحياة وصرامتها" تساءل خوري الذى حل ضيفاً كريماً على "راية" من خلال برنامج ضيف الراية.
خوري لم يربكه الاستديو أو الميكروفونات، ولم يحتج الكثير من الوقت حتى يسرح مجددا في عالمه الذي اختار ويتحدث عنه بحب “الموسيقى تفاجئنا بعنفوانها ودهشتها وتشعرنا بطفولتنا الدائمة وإلا من يملأ هذا الخواء المفجع الذي يزداد اتساعاً فينا كل يوم” تحدث خوري بلغة العاشق.
ولد خوري عام 1963 ودرس الموسيقى في جامعة أيوا الأمريكية ومن هناك انطلق..
“الموسيقى أكثر إلهاماً من جميع الحكم والفلسفة” يقول خوري، ولهذا “أطلقنا الأوركسترا الوطنية الفلسطينية عام 2011 واخترنا لها شعارا يعبر عن ذلك "اليوم أوركسترا وغداً دولة" يضيف خوري وقد امتلأت عيناه فخرا وزهوا.
والدولة بالنسبة لخوري يجب أن تبنى على الإنسان أولاً ومن ثم الثقافة، "والموسيقى هي أرقى أنواع الثقافات، يكفي أنها تخلد ولا تزول" قال خوري.
ويبدو أن هذا الفنان العالي، ومن منطلق منصبه كمدير عام المعهد الوطني للموسيقى، كان مضطراً للتعامل مع ماديات الحياة وتفاصيلها الصغيرة الكبيرة مثل توفير الدعم المالي للأوركسترا التي يعتبرها مشروعاً وطنياً أكثر من أي شيء آخر "ميزانية الأوركسترا قضية كبيرة ومعقدة بالنسبة لنا، فالأوركسترا بحاجة إلى ميزانية ضخمة فهي ليست مشروع موسمي ونحن بحاجة لدفع المرتبات وشراء الآلات الجديدة وجلب الخبرات والمدربين لنخرج بالصورة المشرقة التي نخرج بها كل عام" قال خوري.
ويؤمن خوري إيماناً مشفوعاً بالأمل، أن الأوركسترا لم تتأخر بالوصول إلى فلسطين، وأن وصولها أو إنشاءها لم يكن سهلاً وإنما إنجازاً "نحن نخرج في كل عام مجموعة لا بأس بها من الطلاب-أعضاء الأوركسترا- وهؤلاء بدورهم يساهمون في تدريب وتخريج أفواج أخرى وهذا هو التحدي الذي نجحنا فيه".
هذا التحدي الذي يتحدث عنه خوري، سيترجم في أروع صوره بعد أيام قليلة فقط حيث ستنطلق أوركسترا فلسطين بمجموعة من العروض تودع بها العام 2016 وتستقبل العام 2017 في كل من بيرزيت وبيت لحم ونابلس ورام الله.
"يموت ببطء من لا يسمع الموسيقى" قال خوري بينما نستمع وإياه لأنين الكلارنيت في مقطوعة مرج بن عامر التي ألفها خوري وعزفها، وعلى ألحانها أيضاً حاولنا أن نلقي بعضاً من ضوء على واقع الموسيقى في فلسطين ومستقبلها.
يقول خوري، إن الموسيقى خيط من نور ما أن نلمسه حتى تتعمق إنسانيتنا، منذ الثمانينيات أدركت حاجتنا لأن نعمق إنسانيتنا ومن هنا كان تأسيس مركز الفنون الشعبية ومن ثم المعهد الوطني الذي أستعار اسم إدوارد سعيد فيما بعد.
سهيل خوري، ابن مدينة القدس وعاشقها، أصدر عملاً موسيقياً أهداه لمدينته بعنوان "القدس بعد منتصف الليل" وقال "أحب أن أتمشى في القدس بعد منتصف الليل، حيث تكون فارغة إلا من جنود الاحتلال وبعض القطط الشاردة، فاشعر بالتاريخ في كل لحظة".
وإضافة لهذه المقطوعة، صدرت له أعمل موسيقية متعددة مثل “مرح”، و”عاشقة” و “مطر” و”بس شوي” وغيرها، أما رسالته للناس في موسم الأعياد والبدايات الجديدة فكانت أن “أقبلوا على الموسيقى..أقبلوا على الحياة”.
