الزهيري: 3G ستخفض الاسعار لكن لن تنهي الفجوة مع الاتصالات الاسرائيلية

 

خاص- رايــة:

قال وكيل وزارة الاتصالات سليمان الزهيري ان قطاع الاتصالات سيشهد انخفاضا ملحوظا في الاسعار مع بدء تشغيل خدمة الجيل الثالث التي اتفق عليها رسميا مع الجانب الاسرائيلي ومن المتوقع اطلاقها فعليا خلال 5- 6 أشهر.

وأضاف الزهيري خلال لقاء خاص ضمن حلقة "زاوية 90" الاسبوعية على شبكة رايـة إن الاسعار ستكون في المتوسط العام الموجود في المنطقة العربية.

وحول تفاصيل تقسيم حزم التردد أوضح الزهيري ان تأخر الاتفاق لسنتين كان بسبب خلاف حول الشراكة في الطيف الترددي مع الشركات الاسرائيلية، مشيرا الى ان الجانب الفلسطيني كان يرفض التشارك في حزم ترددية مع شركات تغطي خدماتها المستوطنات الاسرائيلية مثل "اورانج وسيلكوم وبلفون".

وبين في هذا السياق ان ما خصص للجانب الفلسطيني قيمة 10 ميغا من الطيف الترددي، منها 5 مخصصة للشركات الفلسطينية و5 اخرى بالتشارك مع شركة "جولان" الاسرائيلية دون غيرها كونها لا تعمل في المستوطنات حسب الزهيري، وتغطي فقط مناطق داخل الخط الاخضر.

ومن هنا يأتي دور شركة "اريكسون" الدولية للإشراف على استخدام التردد المشترك. وقال الزهيري ان الاتفاقية الجديدة تقضي بأن الاولوية في تغطية المناطق الحدودية في التردد المشترك للجانب الفلسطيني مثل مدن قلقيلية وطولكرم والمناطق الحدودية الاخرى مع الخط الاخضر، وعليه سيحظر على اي شركة اسرائيلية استخدام هذا التردد بمحاذاة هذه المدن بما قد يؤثر سلبا على الترددات المستخدمة من قبل الشركات الفلسطينية.

ويشهد السوق الفلسطيني انتشارا واسعا لشرائح الجيل الثالث من الاتصالات الاسرائيلية، خاصة من شركتي سيلكوم وأورانج، ووفق شركات الاتصالات الفلسطينية فإن عدد هذه الشرائح يصل الى 400 الف شريحة.

ومنعت السلطات الاسرائيلية خدمة الجيل الثالث على الفلسطينيين منذ بداية اطلاق الخدمة عالميا، لكن موافقتها اخيرا على اطلاقها في فلسطين يعود لأكثر من سبب بحسب الزهيري.

اول هذه الاسباب، يكمن في ضغط كبير مارسه الاتحاد الدولي للاتصالات، وثانيها هو ان الشركات الاسرائيلية انتقلت لخدمة الجيل الرابع بجودة تفوق الجيل الثالث وهو ما سيسمح بإبقاء الفجوة مع الشركات الفلسطينية، من ناحية جودة الخدمة.

كذلك بين الزهيري ان الشركات الاسرائيلية بدأت مؤخرا ببناء ابراج لتقوية البث في مناطق الضفة بما يغطي كل التجمعات السكانية الفلسطينية، بعد تقديم منحة لهذه الشركات بقيمة 50 مليون شيكل من الحكومة الاسرائيلية.

منافسة غير عادلة

وقال الزهيري ان الفجوة ستتقلص مع الشركات الاسرائيلية في ظل اطلاق خدمات الجيل الثالث فلسطينيا، لكنها لن تنتهي وستبقى الخدمات الاسرائيلية بجودة اعلى كونها وصلت للجيل الرابع.

وأضاف: في الشركات الفلسطينية قد تكون جودة الخدمات اقل، بسبب تقييد الحزمة الترددية واعطاء الشركات الاسرائيلية 3 أضعاف الحزمة الترددية الفلسطينية.

مواجهة

ومن المحتمل ان تزيد حدة المواجهة بين الاتصالات الفلسطينية والاسرائيلية في الضفة، اذ تسعى الاولى الى تقليص الاعداد الكبيرة للمشتركين الفلسطينيين مع الشركات الاسرائيلية، خاصة بعد اطلاقها خدمة الجيل الثالث.

وقال الزهيري ان الجانب الفلسطيني سيعمل على الحد من انتشار الشرائح الاسرائيلية بالقانون وكذلك يعول على الجانب الوطني في ذلك.

وأضاف: يتم تغطية رام الله من منطقتين اليوم هما مستوطنتي "بسيغوت" و"بيت ايل"، فكيف نقبل على انفسنا ان نتلقى هذه الخدمات من المستوطنات مهما كان المبرر  وبصرف النظر عن الاسعار.

وقال ان الاقتصاد الفلسطيني خسر ما بين 450 مليون دولار ومليار ومئة مليون دولار خلال 3 سنوات كلها عبارة عن فرص ضائعة نتيجة الحصار الاسرائيلي على قطاع الاتصالات أو خسائر بسب الشركات الاسرائيلية التي تعمل في فلسطين.

إصلاحات

وأشار الزهيري الى ان الحلول في مواجهة الشركات الاسرائيلية تكمن في سلسلة اصلاحات قامت بها وزارته على صعيد الانترنت والمكالمات الصوتية لدفع الشركات الى تخفيض اسعارها.

وقال ان الوزارة لا تتدخل في تحديد اسعار الخدمات التنافسية، ودورها يأتي فقط في اخضاع الخدمة للرقابة والتأكد من ان جميع الحملات لا تقدم أي نص تضليلي للمواطن.

واقترح بناء تحالف وطني تشارك فيها منظمات المجتمع المدني وحماية المستهلك والحكومة والشركات المقدمة للخدمات بحيث "لا يترك المواطن يدفع ثمن الحصار الاسرائيلي وحده"، قائلا: نعرف ان الاسعار ارتفعت بسبب التضييق والحصار الاسرائيلي، لكن لا يجوز ان يدفع المواطن فاتورة الاحتلال وحده.