الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:34 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:19 PM
العشاء 8:40 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

اوائل الثانوية بغزة.. تفوق وسط الأزمات

غزة – راية

سامح أبو دية -

في صباح يوم اعلان نتائج الثانوية العامة "التوجيهي 2017"، انطلقت اصوات الزغاريد والألعاب والأعيرة النارية في سماء قطاع غزة "رغم منعها"؛ ثم بدأ توزيع الحلويات احتفلاً بنجاح الطلبة، حيث شهد قطاع غزة يوماً مميزاً خلال العام فُتحت خلاله المحال التجارية مُبكراً وازدحمت خلاله الطرقات وآلاف البيوت بالمحتفلين والمهنئين.

في ذلك اليوم، نسي الغزيون كافة أزماتهم التي تعصف بهم من كل ناحية، تناسوا الأحزان، فخرجت الأفراح عفويا، وانشغل الجميع بالتهاني والتبريكات، لاسيما عبر العالم الافتراضي وشبكة الانترنت؛ التي اكتظت بالمعلنين عن النتائج والمهنئين بها، وكأن القطاع كان ما أحوجه لذلك اليوم السعيد وسط تراكم الأيام الحزينة.

لقطاع غزة كان نصيب وافر من الطلبة المتفوقين والأوائل على مستوى الوطن، منهم 29 طالبا حصلوا على معدل 99% فما فوق، بينهم الطلبة؛ لؤي سمير قنوع 99.7%، ومحمود أحمد سلامة 99.6%، ريمين حمدي المزيني 99.6%، وعبد الرحمن الأشقر 99.4%، وسوار اسماعيل الجدبه 99.3%.

"رايــة" رصدت مواقف وآراء بعض المتفوقين في مرحلة التوجيهي بقطاع غزة، خاصة وأنه العام الأول لما أطلقت عليه وزارة التربية والتعليم بدراسة "الانجاز"، في حين يعتبر هذا العام الأقسى على الغزيين اقتصاديا وانسانيا واجتماعيا وسياسيا.

      

الطالب لؤي سمير حسين قنوع من مدرسة دار الأرقم الثانوية للبنين؛ حصل على نتيجة 99.7% بترتيب الأول على فلسطين في الفرع العلمي، وتربع على عرش المتفوقين هذا العام؛ محققا حلمه وحلم أسرته التي تقطن في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وبمشاعر يغلب عليها السعادة والفرح، يقول الطالب قنوع: "برغم كل الظروف التي عانيناها في غزة، والأزمات والمشكلات التي واجهناها كطلاب ثانوية عامة؛ مثل مشكلة الكهرباء، الا انني استطعت تجاوزها، وتحدي الظروف الراهنة، والتفوق على تلك المشكلات".

ويضيف: "وضعت هدفا أمام عينيّ، واحتاج تحقيق ذلك الهدف الى الجهد والتعب، وكرست كل جهودي لتحقيق هدفي فمن زرع حصد، ولقب الأول هو ما حصدته".

وعن الطموح والتخطيط للمستقبل، يسعى الطالب قنوع لدراسة الطب، وهو ماضٍ نحو تحقيق حلمه ليصبح طبيب مستقبلا.

اقرأ ايضا: ما بعد الثانوية: تجنّب هذه التخصصات الجامعية

أما الطالب محمود أحمد سلامة، فقد حقق حلم أغلى ما يملك في حياته، تلك التي انتظرته ان يكبر بين ذراعيها وأمام عينيها، والتي حلمت مراراً تكراراً ان ترفع رأسها عالياً بنتيجة فلذة كبدها بعد سنوات قطعتها على نفسها امام زوجها المتوفي منذ أن كان محمود في أول عام دراسي في حياته؛ بأن يكون ابنها من المتفوقين، ليكون لها ما تمنت وأرادت.

سلامة حصل على معدل  99.6 بترتيب الرابع على مستوى فلسطين في الفرع العلمي، وهو حافظ للقرآن الكريم، يقول: هذا النجاح تستحقه امي واقاربي وأساتذتي ولكل من ساندني، فمنذ وفاة والدي وأنا صغيرا؛ كانت أمي هي سندي".

وعن أسباب التفوق، فإن تنظيم وقت المذاكرة، وحفظ القرآن الكريم، كانت أهم أسباب تفوق الطالب سلامة، حيث ان حفظ القرآن الكريم ساعده في الكثير من المباحث منها اللغة العربية والتربية الإسلامية وغيرها.

ويأمل محمود في الاستمرار في التفوق وتحقيق ما يسعى اليه، بدراسة الطب "جراحة المخ والأعصاب أو جراحة القلب" هي تخصصات ليست متوفرة في قطاع غزة، وهو ينتظر المنح المقدمة لأوائل الطلبة.

دون استثناء، فقد كانت مشكلة الكهرباء هي أصعب اختبار لطلبة التوجيهي بغزة لاسيما المتفوقين منهم، داعين الجهات الرسمية والمعنية لإنهاء تلك المشكلة التي تؤرق الطلبة وتؤدي بشكل مباشر الى فقدانهم لعلامات دراسية.

الأولى على مستوى قطاع غزة في الفرع الأدبي، الطالبة ايمان عبد الله الأعور، حصلت على معدل 99.3%، عبرت عن فخرها بذلك التفوق اللافت في ظل تلك الظروف في قطاع غزة خاصة على الصعيد النفسي، مشيرة الى أنها كانت تطمح للأعلى والحصول على ترتيب أفضل.

غياب الكهرباء بغزة، أجبرت الطالبة ايمان لاستخدام البدائل مثل "الليدات والكشافات" والتي ضاعفت الجهد وسببت التعب والارهاق على مدار العام الدراسي.

وتخطط ايمان لدراسة اللغة العربية، تقول: "هناك تخصصات أخرى، ولكن حبي للغة العربية وتوفقي بها منذ صغري يدفعني لاختيار تخصص اللغة العربية واكمال طريق التفوق".

وعن التعديل الجديد على التوجيهي "الانجاز"، فقد أبدى العدد الأكبر من طلبة الثانوية العامة الرضى على هذا التعديل، معتبرين أنه أفضل مما كان عليه سابقا، فضلا عن كونه تعديلا منصفا ويعطي كل فرصة ممكنة للنجاح أو التفوق للجميع.

 

Loading...