الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:33 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:20 PM
العشاء 8:41 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

بلدية الخليل تحوّل جنة القواسمي إلى مكرهة صحية

الخليل- رايــة: طه أبو حسين-

كان ناجي القواسمي وعائلته يعيشون في بقعة يصفها بالجنة، بيتُ تحيطه الأشجار من كل الاتجاهات، أزهار وروائح طيبة تشرح الصدر، خاصة أن جنتهم تحتوي عين ماء نقية تكفيهم الشرب وري المزروعات ناهيك عن التي توزع للجيران، حتى بني إسكان الملك عبد الله "الأرامل"، فانقلبت الجنة إلى مكرهة صحية لم تعد تطاق، وبات الرحيل فكرة تهدد العائلة.

عائلة القواسمي، يزيد عدد أفرادها عن 20 معظمهم أطفال، تعيش في منطقة واد البصاص بمدينة الخليل، بدأت معاناتهم منذ عامين كما يرويها بهاء القواسمي "الإشكالية بدأت ببناء بلدية الخليل مجمع سكني "مجمع الملك عبد الله، والمعروف بمجمع الأرامل"، وعلى الحد انشأت البلدية بئر ماء مساحته تقريبا (6م مربع)، اعترضنا على ذلك، فقالوا أنه بئر مؤقت لاستخدام العمال، إلا أننا تفاجئنا بعد انتهائهم وسكنهم المجمع، حولوه لحفرة امتصاص".

"المجمع فيه أكثر من 100 وحدة سكنية، وهذه الحفرة لا تكفي أصلاً، وبعد فترة انبعثت رائحة مياه عادمة، وتفاجئنا بأن المياه العادمة تنزل علينا، فأخبرنا البلدية، ومنذ عامين ونحن نواجه هذه المشكلة، حتى عين الماء الخاصة بنا، أصبحت غير صالحة للشرب لأنها تلوثت بالمياه العادمة، وتحدثنا مع البلدية كثيرا، ووعدنا كثيرا بوضع مضخات، وأشياء أخرى كثيرة، لكن حتى الآن لا حلول والمشكلة قائمة" قال القواسمي.

بين فترة وأخرى، يذهب فريق مختص من بلدية الخليل للاطلاع على الموقع لتوالي الشكاوى من عائلة القواسمي وبعض سكان المجمع السكني ويؤكدوا بأنهم بحاجة لحل طارئ إلا أن التغيير لم يأتِ بعد حسب القواسمي"متضررين بشكل كبير، فلا مبادرة من البلدية، المياه العادمة طول فصل الشتاء تنزل على أرضنا، وأصبحت أرضنا مستنقع ماء للبلدية، فأرضنا تضررت بما مساحته نصف دونم، الشجر خلعناه لأنه جف، عين الماء أصبحت تالفة وغير صالحة للشرب، إلى جانب الروائح الكريهة التي تمنعنا الجلوس في ساحات المنزل أو حتى فتح النوافذ".

وختم القواسمي :"المشكلة زادت عن حدها، وكل يوم وراء يوم تزيد، ولم يعد لدينا قدرة على الاحتمال".

ميسون زاهدة، تسكن في مجمع الملك عبد الله، وهي ليست ببعيدة عن المشكلة، بل تقع في عمقها لا سيّما بسبب مرضها الذي تضاعف بسبب المياه العادمة "أنا مريضة، كل يوم والثاني أذهب للمستشفى لأننا كسكان نعاني من الرائحة النتنة التي لا تطاق، نعاني من حشرات غريبة، ونعاني من بعض السكان أيضا لأنهم مهملين، وفي الشتاء تكون الماء أكثر من متر، وقد غرقت الطبقة الأولى".

في البحث والتفتيش عن الملف وأبعاده في أجندة بلدية الخليل، قال عماد السعافين، رئيس وحدة الصيانة والتشغيل في بلدية الخليل "إسكان الملك عبد الله، وجد لخدمة أهل المنطقة، فيه ما يزيد عن 100 وحدة سكنية، وجد بمنطقة غير مخدومة بالصرف الصحي، وبالنسبة لعائلة القواسمي المجاورة للإسكان، لا ننفي المشكلة الواقعة عليها، فحفرة الامتصاص ملاصقة لسورهم، والقواسمي رجل متعاون مع البلدية، والرجل تعرض للأذى نتيجة الفيضان ولا ننكر ذلك".

بعد تأكيد الجهات المختصة على الإشكالية، ومعاناة عائلة القواسمي، إلى جانب سكان الإسكان، سألناهم كيف يقتصرون على حفرة امتصاص لمائة وحدة سكنية، فكان الرد من السعافين أن الحفرة كانت مؤقتة، وضمن المخططات كانت نية البلدية اقامة تمديدات صرف صحي ومحطة ضخ للمياه العادمة، للإسكان وللمنطقة بشكل كامل، لكن لم تنفذ المخططات لأسباب عدة.

"نحن قائمين بمشروع كبير منذ عدة سنوات لإنشاء محطة ضخ، اشترينا مضخات بقيمة 160 إلى 200 ألف دولار، وموجودة في المستودعات، لكن حتى اللحظة لم نجد قطعة أرض لإنشاء هذه المضخة، فلا يوجد تعاون من المواطن بإيجاد قطعة أرض مدفوعة الثمن، فالناس متخوفة من أن تكون سبب بإيجاد مكرهة صحية مع أن هذا الموضوع عاري عن الصحة لأنها محطات مغلقة وآمنة"، قالت البلدية.

تستوعب حفرة الامتصاص بناء على دراسة البلدية مياه عادمة لمدة أسبوع، لكن بسبب التعامل الخاطئ والفوضى من سكان الإسكان، تمتلئ بشكل يومي، كما يبين السعافين: "معظم المياه العادمة هي مياه شرب بسبب فيضانها من خزانات الشرب التي تنزل لحفرة الامتصاص، فما يتم تفريغه ما نسبته 70% مياه شرب، أجرينا صيانة لوحدات خزانات المياه التي تفيض منذ شهور، وللأسف؛ للعبث والتجاوزات عادت المشكلة، ونضطر لضخها مرتين يومياً".

الحل الجذري لمشكلة القواسمي والإسكان إيجاد مضخة، والسعافين يتحدث "الآن نفكر بوضع أيدينا على قطعة أرض مدفوعة الثمن من خلال القضاء لحل الإشكالية. أما الحل المؤقت نعمل على إيجاد حفرة أكبر لتكون بمثابة احتياط وتستوعب المياه خاصة فصل الشتاء للحد من الإشكالية".

منطقة واد البصاص تعتمد بشكل كامل على حفر الامتصاص، ما يعني مشاكل بيئية، ومشاكل للآبار الارتوازية وعيون الماء، وكل هذا الأمر مرهون بإيجاد أرض لعمل مضخة، كما تؤكد بلدية الخليل، والبلدية هي المسؤولة عما تعانيه عائلة القواسمي والسكان المحيطين بسبب فيضان وتسرب مياه الصرف الصحي بشكل مستمر منذ عامين، حسب القواسمي.

في المحصلة يبقى السؤال يطرح نفسه، كيف تبدأ بلدية الخليل بمشروع يضم أكثر من 100 وحدة سكنية دون الجاهزية التامة لانجازه، وهل ستبقى بانتظار تعاون مواطن ما بإيجاد قطعة أرض أم أنها لن تتحرك بشكل جاد إلا بعد وقوع كارثة إنسانية، وبعد صبر القواسمي عامين متتاليين من المعاناة اليومية، كم تحتاج البلدية وقتاً لمكافأته، أن المكافأة الحقيقية على تعاونه المزيد من الأضرار أو حتى الرحيل..؟!.

 

Loading...