الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

في غزة.. المسحراتي ينادي للكهرباء

غزة – راية

سامح أبو دية –

تغيب الكهرباء، فيحضر المسحراتي بين أزقة مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، حاملا بين يديه المنبه اليدوي "الطبلة" ليوقظ الناس النائمين ويدخل السرور والأجواء الرمضانية على المستيقظين المنتظرين خاصة الأطفال في المخيم، في ظل الأوضاع الصعبة الذي يعاني منها القطاع والأزمات التي تحيط به.

ليالي رمضان بغزة ذات طابع مختلف عن أي مكان آخر، فانقطاع التيار الكهربائي والوضع الاقتصادي المتدني، جعل حاجة الناس لما يشغلهم تزداد يوماً بعد يوم، خاصة في أوقات الإفطار والسحور، فحضور المسحراتي يجلب النور في ظلامهم الدامس وقت السحور، ويضفي رونقا وطقوسا خاصة توحي الى تلك الأيام الرمضانية.

ويغلب على المسحراتي في غزة الطابع التراثي باللباس الخاص به، كما يعد من طقوس شهر رمضان المبارك، حيث تكمن مهمته في ايقاظ الناس وتذكيرهم بموعد السحور، الا أنه لم يعد بالأهمية الكبيرة في ظل التطور التكنولوجي.

أما في غزة فلا يزال ذو أهمية مع استمرار أزمة الكهرباء؛ يحث يلجأ المواطنين للجلوس أمام بيوتهم وفي الشوارع بسبب انقطاع التيار لساعات طويلة وفي ظل ارتفاع حرارة الطقس، فالمواطنون وخاصة الأطفال ينتظرون المسحراتي يوميا بما يحمله من كلمات قد تساعدهم على الصبر في محنتهم.

وبمواويل وكلمات جديدة تعتبر عن واقع قطاع غزة؛ يصدح صوت المسحراتي رضوان بين أزقة المخيم مرددا: "الدنيا ماشية ورايحة فينا ومحدش فيها مدور علينا... لا كهربا ولا مية والحصار اشتد علينا"، وينادي أيضا: "الكهربا قاطعة والناس خارج البيوت.. لا رواتب ولا فلوس".

ومن مواويله التي ينادي بها المسحراتي رضوان: "يا عالم الكهربا قاطعة والناس بتجهز السحور على ضو الفانوس.. من عندك يا ربي هدي النفوس"، وايضا: "يا رب حنن قلوب الناس واصلح ما بين فتح وحماس".

 

يقول رضوان: "أنادي على الأشخاص في الحي بأسمائهم كما أقوم بالمناداة بالأشعار والمواويل لكل شهيد أمر من أمام منزله، لجذب الانتباه وحثهم على المشاركة في أجواء رمضان، ولكن هذا رمضان مختلف تماماً حيث قمت بتأليف أشعار وأناشيد رمضانية تعبر عن واقعنا المرير".

ويمتهن الشاب رضوان (30 عاما) وعشرات الشبان والشيوخ مهنة المسحراتي كمصدر دخل موسمي في ظل تفشي البطالة وانعدام فرص العمل، ويعتمد هذا الدخل على ما يقدمه الناس في نهاية شهر رمضان المبارك للمسحراتي، حيث يقوم بدق أبواب البيوت التي كان يوقظها ليتلقى "العيدية".

وغالبا ما يتفاعل الناس مع المسحراتي فور حضوره، فمنهم من يخرج لمقابلته والقاء التحية، ومنهم من يخرج لالتقاط الصور التذكارية معه، وآخر يقوم بقرع طبلته بدلا منه والمناداة بأشعار يؤلفها، فضلا عن التفاعل الكبير للأطفال المستيقظين الذين ينتظرونه يوميا لمداعبته واللعب بفوانيسهم ذات الألوان المختلفة والاضاءة الملونة.

 

وفي الأيام الأولى للشهر الفضيل، أصّر المسحراتي المسن المعروف بـ "أبو يوسف" في حي الشجاعية لمناداة الناس بأسمائهم وألقابهم، بالرغم من وجود كسر في يده، فخرج يقرع على طبلته ويصدح بالأغاني والمواويل لإيقاظ النائمين كعادته كل عام.

وشهد أول ظهور للمسحراتي عام 238 هجري، وهو والى مصر "عتبة بن إسحاق"، حينما تطوع بنفسه لهذه المهمة في شوارع القاهرة لإيقاظ الصائمين لتناول وجبة السحور، ثم تناقلته الأجيال وانتشر الى عدة بلدان منها فلسطين.

 
 
Loading...