الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:34 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:19 PM
العشاء 8:40 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

صفقة القرن "2"

الكاتب: نبيل عمرو

كان اسمه كيري صار اسمه جرين بلات، كان اسمه مشروعا اميركيا للسلام حده الزمني الأقصى تسعة شهور، وصار اسمه صفقة القرن المفتوحة على الزمان والصيغ والاحتمالات.

الرئيس محمود عباس لم يفوت مناسبة الا واعلن فيها انتظاره للصفقة التاريخية " صفقة القرن" كي يتعامل معها مغلبا في لهجته اللغة الإيجابية المتفائلة، والفصائل الفلسطينية في غزة وعلى رأسها حماس، أعلنت رفضها لصفقة القرن قبل ان تقدم، وأعلنت كذلك انها بانتظارها كي تبرر رفضها، وكي تقول للمتعاملين معها .. «ألم أقل لكم سلفا انها مبادرة بائسة معادية تصفوية».

اما إسرائيل التي تفضل لغة الجرافة على لغة المبادرة، فقد أخذت من أقوال ترامب جملة واحدة هي أن إبرام اتفاق سلام تاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين يحتاج الى وقت طويل، وفهمت جملة وقت طويل على انه الوقت اللازم لتثبيت خرائطها على الأرض، ووضع كل الأطراف أمام أمر واقع يستحيل تغييره.

أما الأمريكيون أصحاب التراث الاغزر في الفشل او الافشال، فانهم ارسلوا جرين بلات الى أرض الازمة ليهنئ الفلسطينيين والإسرائيليين على اتفاقهم الذي لا اعرف ما هو حول الكهرباء، ويهنئ الإسرائيليين على مبادراتهم باحتمال السماح لأهل قلقيلية بالتوسع في ارضهم المصنفة ( C ).

الحماسة الفلسطينية بالرفض أو القبول، مردها الحاجة لأن تعود القضية الفلسطينية الى جدول اعمال العراب الأمريكي وهي رغبة فلسطينية لم تطفئها كوارث الفشل الأمريكي المتواتر، ولم يحد منها الارتفاع المضطرد لوتيرة التحالف الأمريكي الإسرائيلي، الذي حظيت إسرائيل بمقتضاه بكل أنواع الدعم الجدي وحظي الفلسطينيون بالمقابل برزمة انتقادات امريكية لا تسمن ولا تغني من جوع.

الرئيس ترامب الذي أَرسل قبل أيام صهره المدلل، والذي يصفه بالمعجزة، فأدى زيارة متعجلة للإسرائيليين والفلسطينيين بدت " كنحنحة" للفت النظر الى ان الأمريكيين يعملون، وها هو يرسل جرين بلات ليبدد شكوك الفلسطينيين بأن صاحب المبادرة التاريخية قد تخلى عنها، أو أنه انشغل بقضايا أخرى، في زمن يعج بالقضايا الداخلية والخارجية المتشابكة والمعقدة.

الفلسطينيون جميعا وهذا لا يعيبهم، لا يفارقهم الأمل بعودة الزخم الى قضيتهم، ويدركون كذلك ان الزخم الذي يباع ويشترى في أسواق السياسة، هو الأمريكي بالدرجة الأولى، لهذا تتمحور الحياة السياسية الفلسطينية حول انتظار المبادرة للاشتباك معها، فمن يحتاجون التعاون سيجدون ضالتهم في استقبالها ان عرضت ، اما المعارضون لها فها هم يجدون حكاية تستحق الجدل وتفسير أسباب الرفض.

سياسة الانتظار تعني ان لا بدائل ولا برامج عمل ولا ترتيبات جدية لأي أمر، فهذه هي أدبيات الانتظار وسياسة عندما نرى "الصبي نصلي على النبي".

ستكون صدمة قاسية لنا حين يتقدم الامريكيون بمبادرة يقول المنطق مثلما تقول التجربة، انها ستكتب بحبر إسرائيلي وقلم امريكي، ذلك ليس استنتاجا مسبقا من جانبي بقدر ما هو اتفاق موثق بين الأمريكيين والإسرائيليين على ان لا تتقدم أمريكيا باي مشروع لا يناقش مسبقا مع إسرائيل ، فما هي احتياطاتنا لو طرح ترمب مبادرة تشبه او تكون أسوأ من التسريبات التي لم تُنفى حتى الان، لا أرى مقدمات لبدائل يجري التفكير فيها والاعداد لها، ذلك ان المستعدين للتعاون سلفا، مثل المستعدين للرفض سلفا، لا يقدمون بديلا مقنعا ولا يتخذون خطوة جديدة تنبئ باستعداد جدي للانتقال من الانتظار الى الفعل.

صفقة القرن التي نتحدث عنها أكثر من غيرنا وننتظرها لن تكون مجرد بنود واقتراحات، ولن يكون التعامل معها فعالا بمنطق نقبل او لا نقبل، ذلك ان مبادرة من هذا النوع لو عرضت من قبل رئيس اشكالي مثل ترمب فلن يمنحنا صاحبها ترف الجدال المستفيض حولها، فرجل كهذا لا يستبعد عنه ان يطرح عقوبات الرفض جنبا الى جنب مع بنود صفقة القرن وهنا يكمن التحدي.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...