"خالد".. من غزة إلى "ناسا"
غزة- رايــة:
سامح أبو دية-
لم يتسع منزل الطالب المدرسي "خالد خليل شحادة" للسعادة التي دخلته من بابه الضيّق، فور اعلان نتائج مسابقة مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي ضمن مشروع تطبيق بناء الروبوت الذي عمل عليه طيلة حياته الصغيرة، ليحصل على جائزة، رحلة الى وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
الطالب شحادة (15 عاما) ليس أول الفائزين بالجائزة على مستوى فلسطين، لكنه الوحيد الحاصل عليها على مستوى المحافظات الجنوبية بين 800 مشروع مُقدم في القطاع، حيث فاز بمشروعه "تطبيق بناء الروبوت"، وفاز بالجائزة أيضاً 10 طلاب آخرين من الضفة الغربية بمشاريع مختلفة.
فكرة مشروع الروبوتات
وحول مشروعه "بناء الروبوتات" الفائز، يوضح الطالب شحادة أنه عبارة عن مشروع بدأه في شهر يوليو 2015، يهدف لتعليم الطلبة في الصفوف الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر حول كيفية برمجة الروبوتات، مبيناً أن الفكرة جاءت من خلال المنهج المدرسي.
فكرة "الروبوت" هي عبارة عن لعبة تُعلم الأطفال وطلاب المدارس بطريقة مُسلية كيفية تركيب وبرمجة الروبوتات المُقرر في المنهاج الفلسطيني، مما يخدم الطلاب في دراستهم وفي حياتهم العملية، في ظل اعتماد العالم الحديث بشكل اساسي على مجال الروبوتات.
المشروع يتميز بالطريقة المبتكرة في عملية توصيل المعلومة والتطبيق للطالب من خلال الألعاب الالكترونية على الأجهزة الذكية، حيث يستغل قدرات الطلاب المتاحة ويقوم بتطويرها وتنميتها سواء كانت قدرات انسانية أو علمية، وبذلك تصل المعلومات للطالب وتتعزز لديه المفاهيم الشخصية ويكون قد لبّى كفاياته من اللعب والترفيه مما يوفر الوقت الذي يتيح للطالب القيام بالخدمات الممكنة.
نحو جائزة نوبل
ومن المُقرر أن يغادر الطالب شحادة وهو أول فائز بالمسابقة من قطاع غزة منذ بدايتها قبل 4 أعوام؛ في رحلة الى العاصمة الأمريكية واشنطن في الأول من شهر أغسطس المُقبل، لزيارة وكالة الفضاء ناسا ومتحف العلوم والطيران (NASM) وجامعة ميرلاند، اضافة للالتحاق ببرنامج تدريبي للاستفادة من ورشات تدريبية عن الفيزياء والهندسة والتكنلوجيا لإفادة الطلبة في مجالاتهم العلمية والعملية.
تلك الجائزة المميزة التي لم تذق غزة طعمها مسبقاً، ستكون بداية حياة الطالب شحادة العملية المستقبلية وتحقيق طموحاته وأهمها الحصول على جائزة نوبل، هذا الطموح لم يأت من فراغ، ولا كلمات تسجل في القراطيس، أو أحلام ترسم إنما من واقع يدل علي مدى حب الطالب خالد لأعماله وطموحه للوصول لذلك.
وتوجه الطالب شحادة بالشكر لعائلته التي لم تتفانى يوماً في تقديم كل أشكال الدعم الممكن منذ انشاء فكرته وحتى فوزه بالمركز الأول على قطاع غزة والعاشر على فلسطين، ولمركز القطان للطفل الذي احتضنه منذ نعومة أظافره وطور من قدراته، اضافة لمؤسسة النيزك التي دعمته تقنياً ومالياً لإخراج مشروعه بشكله النهائي.
اكتشاف الموهبة واستغلالها
الأستاذ محمد عبد الله مُدرس التكنولوجيا في مدرسة التقوى الحكومية بغزة ومشرف الطالب شحادة، يقول أنه فور اكتشاف موهبة خالد سخرت المدرسة له كافة الإمكانيات مثل المختبرات والمكتبة وتقديم الدعم له وإظهاره للمؤسسات المهتمة بذلك.
وعن مهاراته يضيف: "الطالب مميز في الرياضيات والأول علي مستوي مديرية غرب غزة والثالث علي القطاع، كما أنه ضمن أعضاء النادي التكنولوجي في المدرسة وشارك في عدة برامج في هذا الإطار علي مستوى المديريات وفاز في عدة جوائز".
المحاضر الجامعي خليل شحادة والد الطالب يقول بفخر: "تنوعت مواهب خالد منذ صغره في أكثر من مجال منها الأدب والشعر والتكنولوجيا وتميز باللغة الانجليزية، ثم اهتم بالبرمجة وفاز بجائزة قيّمة على مستوى قطاع غزة رفقة مجموعة أطفال".
وعن فوز نجله بجائزته الكُبرى "رحلة الى وكالة ناسا"، يؤكد أنه كان متفائلاً لثقته بتميز خالد، فضلاً عن الشعور ببعض التوتر خلال انتظار النتيجة، مشيراً الى أن نجله خالد تعود تقديم برامج وأشياء مميزة تضفي على بيته مزيد من السعادة والسرور.
يشار الى أن الطاقم العلمي في مؤسسة النيزك يقوم بتدريب أصحاب المشاريع للمشاركة في مسابقة وطنية ضخمة، ينضم الفائزون فيها للبعثة الفلسطينية، التي ستشارك في برامج علمية خاصة في مجال الفضاء والعلوم والهندسة في مؤسسات علمية متخصصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وينفذ هذا البرنامج بدعم من القنصلية الأمريكية العامة في القدس و بالشراكة مع المجلس الأعلى للتميز والإبداع، ومتحف الطيران والفضاء الوطني في واشنطن.