هل تعلم.. مطارُُ للأمم المتحدة في غزة
رام الله - رايــة:
خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كانت الأمم المتحدة تدير مطار في قطاع غزة في منطقة المنطار شمال شرق مدينة غزة بالقرب من معبر كارني الإسرائيلي السابق. تُظهر عشرات الصور من أرشيف الأمم المتحدة عمل المطار وكيف ساهم في خدمة سكان القطاع. في البداية، تم استخدام المُنشأة لخدمة مؤسسات الأمم المتحدة العاملة في غزة مثل الأونروا. ثم بعد ذلك، تم إدارة المطار من قبل قوات الطوارئ الأممية التي عرفت ب "اليونيف" أو "United Nations Emergency Force" حتى عام 1967.
استخدمت القوات الملكية الجوية البريطانية هذا المطار أثناء فترة الانتداب لدعم عمليات المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضد دول المحور. بعد الانسحاب البريطاني عام 1948، بدأت الأمم المتحدة باستخدام المدرج والقاعدة السابقة كمطار بشكل متواضع حتى عام 1955. تم توسيع نطاق عمليات المطار بشكل كبير بعد حرب عام 1956 عندما جيء بقوات الطوارئ المسؤولة عن "فك الاشتباك" بين جيوش مصر من جهة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل في سيناء وقطاع غزة من جهة أخرى. وفر تشغيل المنشأة خدمات لنقل ركاب وحمولات إنسانية من وإلى القطاع الساحلي. شكل مطار الأمم المتحدة في مدينة العريش المصرية في ذات الوقت مقرً لأعمال الصيانة لأسطول الطائرات الأممية التي عملت في غزة.
وهناك شهادات عديدة سمعناها من فلسطينيين بأنهم سافروا على متن طائرات للأمم المتحدة من غزة إلى بيروت (حيث كان يوجد معهد سيبلين المهني) بالإضافة إلى رحلات لجزيرة قبرص ووجهات أخرى. هذه إحدى الشهادات من المواطن الفلسطيني ر.ح. الذي وُلد ونشأ في القطاع: "في عام 1963 كنت طفلا بعمر ست سنوات .. ذهبت بصحبة أحد أخوالي الى المطار لوداع خالي الاخر (وهو لا يزال حي يرزق و يقيم في مصر) و كان يعمل مدربا/مدرسا في مدرسة الصناعة (مركز التدريب المهني) التابعة للأونروا بمدينة غزة .. سافر من المطار وركب الطائرة أمام عيناي ليلتحق بدورة للمدربين عقدت في مركز سبلين (التابع للأونروا) في لبنان .. ثم عاد الى غزة بعد نهاية الدورة التدريبية بنفس الطريق .. هذا المطار ارتبط أيضا بوجود قوات الطواريء الدولية في قطاع غزة قبل حرب يونيو 1967"
"مشروع المساعدة الموحدة" أو "م.م.م." هو مؤسسة غير ربحية مسجلة رسمياً في الولايات المتحدة الأمريكية، مبنية على مبادرة إنسانية وغير سياسية لإنشاء وتشغيل مطار مدار من قبل الأمم المتحدة في قطاع غزة ضمن إطار إنساني وغير مُسَيس لإيجاد حل جذري لعدم مقدرة أهل غزة وآخرين على السفر من وإلى القطاع بصورة فعالة وكريمة بحكم استمرار إغلاق المعابر الإسرائيلية والمصرية تجاه حركة معظم المسافرين لسنوات طويلة، وأيضاً للمساهمة في عملية إعادة الإعمار عبر نقل حمولات إنسانية نوعية ستساهم في مساعدة وتنمية مختلف القطاعات الحيوية في غزة مثل الصحة والغذاء والتعليم والزراعة.
شهادة أخرى من مواطن فلسطيني مؤيد لمشروع المساعدة الموحدة بخصوص قضية المطار في القطاع الساحلي: "هذا صحيح وبقى ههذا المطار قائما حنى حرب ١٩٦٧ وكان تابعا لعمليات الامم المتحدة فى قطاع غزة وهو فى منطقة المنطار شرق غزة.
اما بالنسبة لمطار ياسر عرفات شرق رفح والذى كنت احد العاملين فيه فلم يكن موقعه موفقا بسبب قربه من الحدود المصريه والارض المحتله ،وكان اختيار مكانه اجباريا بسبب وجود المستوطنات الاسرائلية التى كانت تحتل اكثر من ٤٠% من مساحة القطاع وعلى امتداد ساحل البحر تقريبا وكان هذا عائقا مهما اضطرهم لااختيار الموقع الحالى ، وبعد ان انسحب الاسرائيلين من المستوطنات وبعد ان تم هدم المطار اصبح من الملح البحث عن مكان ملائم وهوالموجود على الخريطة المقترحة وعلى ساحل المتوسط وبعيد عن اجواء المجاورين لقطاع غزة ويكون التحليق كاملا فى المياه الاقليمية . وهذا الاقتراح يشكل تعزيزا واقعيا جدا للمطالبة بانشاء مطار بديل لمطار ياسر عرفات المدمرشرق رفح . والمطالبة بالمطار هو حق لا مكرمة ،ولا مانع لدى كل الفلسطينين من ان يدار بالتعاون مع الامم المتحدة او الاتحاد الاوروبى لضمان سلاسة العمل به ولارضاء اى جهة تتحفظ امنيا على عمل هذا المرفق."