"إلهام فلسطين" ينهي المقابلات النهائية للمبادرات التربوية
رام الله-رايــة:
أنهى فريق "إلهام فلسطين" مرحلة التقييم النهائي للمبادرات التربوية، بإجراء 311 مقابلة شخصية بالضفة الغربية وقطاع غزة، قامت بها لجان تربوية متخصصة، وذلك في مؤسسة التربية العالمية وهيئة تطوير مهنة التعليم والمعهد الوطني/وزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الصحة.
وكانت اللجنة التوجيهية لإلهام فلسطين اتخذت، في اجتماعها الثاني منتصف حزيران الماضي، قراراً بتأهيل أعلى 25% من المبادرات التربوية المترشحة في مديريات التربية والتعليم والمناطق التعليمية كافة، إضافة للمبادرات التي حصل أصحابها على درجة 550 فأعلى في التقييم المحلي، الذي نفذته 25 لجنة موزعة في مديريات التربية والمناطق التعليمية بالوطن، شكّلها مدير التربية والتعليم، ويسّر عملها منسق مبادرة إلهام فلسطين.
وقد رفع فريق إلهام فلسطين نتائج لجان المقابلات النهائية كافة لأعضاء اللجنة التوجيهية، الممثلين لشركاء المبادرة، بهدف دراستها والبت فيها نهاية الشهر الجاري، وبالتالي اختيار المبادرات التربوية الملهمة والمتميزة على المستوى الوطني (أ) والمستوى الوطني (ب)، كذلك المبادرات المستحقة لجائزة دولة فلسطين للتميز والإبداع التربوي، حيث إنها الجائزة التي يقدمها مجلس الوزراء الفلسطيني ويمنحها رئيس الوزراء في احتفالية إلهام فلسطين السنوية، التي من المتوقع أن يعلن عن موعدها قريباً؛ للاعتراف بالمبادرين الملهمين وتكريمهم، وتعميم تجاربهم المتميزة لتكون نموذجاً وقدوة تحتذى لتطوير الريادة التربوية وتحسين البيئة المدرسية بمكوناتها المختلفة.
ونفذ فريق إلهام فلسطين المقابلات النهائية في ظروف صعبة وضاغطة، حيث تم تشكيل 36 لجنة تقييم متخصصة في محاور الترشح لإلهام، وهي؛ أساليب التعليم والتعلم واستراتيجيات التقويم، والبيئة التعليمية الآمنة والمحفزة، والمشاركة والريادة الطلابية، والصحة الشمولية للطلبة. وقد مثلت اللجان المشكلة شركاء إلهام فلسطين في وزارة التربية والتعليم العالي، ووكالة الغوث الدولية "الأنروا"، ووزارة الصحة، ومؤسسة التربية العالمية. كما شارك ممثلو مؤسسات أهلية وشبابية؛ كمؤسسة القطان، ومركز إبداع المعلم، ومنتدى شارك الشبابي، ومؤسسة "أفكار"، ومركز "شمس". إضافة لمجموعة من أساتذة الجامعات في بيرزيت، وفلسطين التقنية- خضوري، والقدس، والقدس المفتوحة، وكلية العلوم التربوية.
وفي غزة، نظم مستشار مبادرة إلهام فلسطين أيمن العكلوك، ومنسق إلهام في مدارس الوكالة بغزة د. سامح الجبور، لقاء جمع كافة المبادرين التربويين قبيل خضوعهم للمقابلات النهائية، حيث تم تدريبيهم على آلية عرض مبادراتهم، ومساعدتهم في إبراز الأدلة، وتزويدهم بالنموذج الذي سيقيمون وفقه، والمحتوي على معايير وومؤشرات المقابلة النهائية المعتمدة لكافة لجان التقييم. ولم ينقطع التواصل مع لجنة التقييم المتخصصة في غزة، التي تمكنت من إنهاء عملها بفاعلية، ومقابلة 19 مبادراً في قاعة الاجتماعات الكبرى بمديرية التربية والتعليم غرب غزة، وذلك بتيسير ودعم من منسقي المبادرة هناك.
وتشكلت كل لجنة تقييم نهائية من اثنين من الخبراء التربويين في مجالاتهم المتعددة وواحد من فريق إلهام فلسطين الشبابي. حيث شارك 11 شاباً وفتاة، أعمارهم ما بين 15-20 عاماً كأعضاء تحكيم للمقابلات النهائية، تم تدريبهم على آليات المقابلة ومحتوى إلهام فلسطين التربوي. وقد تعاونت اللجان على إنجاز المقابلات النهائية بشكل مثمر وفاعل خلال أسبوعين، برغم الظروف الصعبة التي واجهها أهلنا بسبب الحصار على محافظة الخليل والعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والاعتداءات المتكررة في الضفة الغربية، التي تسببت في تأخيل وصول عدد من المبادرين وتعثر عمل بعض اللجان.
وحول التقييم النهائي عقد فريق إلهام وشركاؤه لقاء تفاعلياً جامعاً، سبق التقييم الفعلي، شاركت فيه لجان المقابلات النهائية، الخبراء والشباب، من مختلف شركاء وأصدقاء المبادرة، تم فيه نقاش معايير ومؤشرات التقييم النهائي، من حيث تقييم ملف الانجاز الذي يحوي فكرة المبادرة ومراحل العمل عليها، ويبرز الأدلة التي تؤكد نجاحها في مدرستها وأثرها المتحقق على المستفيدين منها. ومعايير المقابلة ذاتها التي تبحث مستوى الإبداع والتميز في المبادرة، وقدرتها على إحداث نقلة ملموسة في محيطها، وامتلاكها للسمات التي تجعلها مؤهلة للتعميم، ولتكون قدوة حسنة ونموذجاً يحتذى لغيرها من المدارس.
وكانت مدة كل مقابلة 30 دقيقة تبدأ بالعرض الذي يقدمه المبادرة والأدلة التي يبرزها للجنة، ويخصص الجزء الثاني للأسئلة التطويرية والنقاش حول المبادرة، ثم تأخذ اللجنة فرصتها للنقاش الداخلي حول الوزن الذي تستحقه المبادرة في ضوء ملف إنجازها وقدرة صاحبها على الدفاع عنها وإقناع المقيمين بأثرها الإيجابي وأهميتها للمجتمع التربوي.
كما نظم البرنامج لقاءات تدريبية لفريق إلهام فلسطين الشبابي للتفاعل حول هذه المعايير والمؤشرات، وتعميق الفهم لها، وأجرى الشباب من طلبة مدارس وجامعات، محاكاة للمقابلة بتشكيل لجان صورية، اطلعت على بعض المبادرات وتدربت على آلية طرح الأسئلة المناسبة، وتدوين الملاحظات التطويرية من وجهة نظر الشباب والأطفال المستهدفين بالدرجة الاولى من هذه المبادرات التربوية لتحقيق نشأة سوية لهم، في بيئة مدرسية تجذبهم وتلبي احتياجاتهم وتستجيب لتطلعاتهم المستقبلية.
وقد دونت كافة لجان التقييم النهائية ملاحظاتها على المبادرات المترشحة، ونقاط القوة التي تمكنها من التجذّر والاستمرار، ونقاط الضعف التي يتوجب علاجها لتطوير العمل والتقدم بالمبادرة لمستويات أعلى من التميز والتأثير. وقد صيغت هذه الملاحظات في شكل رسائل تغذية راجعة سيحصل عليها كل متقدم غير متأهل من مراحل التقييم المختلفة.
جدير بالذكر أن المبادرات التربوية المترشحة للدورة الخامسة لإلهام فلسطين بلغت 1167 مبادرة، مرت بثلاث مراحل تقييم، لكل منها معاييرها الخاصة، حيث فحصت مرحلة المراجعة الأولية أهلية المبادرة للترشح من خلال مطابقتها لشروط الترشح المعلنة على الموقع الالكتروني للمبادرة وفي دليل إلهام فلسطين، ثم مرحلة التقييم المحلي التي قيّمت فيها لجان المديريات والمناطق طلب الترشح الالكتروني لـ766 مبادرة انطبقت عليها الشروط إلكترونياً، كما قامت بزيارتها ميدانياً للتعرف على أصحابها وما قدموه من خلال مبادرتهم للبيئة المدرسية أو للمستفيدين من طلبة ومعلمين وأولياء أمور. وفي المرحلة الأخيرة تم تقييم 311 مبادراً تربوياً وصلوا للمقابلات النهائية من مختلف مديريات التربية والمناطق التعليمية التابعة لوكالة الغوث وهم من المعلمين والمرشدين والطلبة ومديري مدارس.
وقد شهدت الدورة الخامسة تطوراً نوعياً في الشراكة تمثل في إدماج المبادرة في خطط وأنشطة وزارة التربية والتعليم، وتشكيل مكتب مشترك لإدارتها تقوده هيئة تطوير مهنة التعليم في وزارة التربية إلى جانب الشركاء في مؤسسة التربية العالمية ووكالة الغوث الدولية "الأونروا" ببرنامجيها، ووزارة الصحة.