العاصفة الثلجية" اليكسا" تلحق ضررا يتجاوز 100 مليون دولار بالخليل
رام الله-رايــة:
طه أبو حسين- تبدو الحياة كالعملة المعدنية بوجهين، والثلج علامة واضحة في هذا الإطار، فقد شكّل نعمة للمواطن الذي يرجو الجمال واللهو والماء، وفي الوجه الآخر لهذه العملة شكّل الثلج نقمة على أصحاب المنشئات الصناعية والأراضي الزراعية وغيرهم من المتضررين.
فقد قدّرت الخسائر المادية_ بشكل مبدئي_ الناتجة عن المنخفض الجوي( اليكسا) حوالي" 100 مليون دولار" في الخليل، بعد سقوط العديد من المنشئات الصناعية.
وأفاد عبد الصمد الأطرش صاحب شركة حجر ورخام لمراسل راية في الخليل، أن مصنعه البالغ مساحته (4000م) تعرض للتدمير بشكل كامل، بعد وقوع البركسات فوق رافعات وماكنات قص الحجر، مما تسبب بخسائر مادية قدّرها بشكل مبدئي حوالي " 600" ألف دولار.
وأضاف:" تعرضت معظم منشئات المنطقة الصناعية بالخليل الخاصة بالحجر والرخام للدمار بشكل شبه كامل، وحجم الضرر كبير جدا ولا يمكن تحديده حتى هذه اللحظة، لأن الماكنات ما زالت تحت الركام، ولا نعرف ما بقي صالحا للاستخدام من دونه، لكنه يقدر بحوالي "100" مليون دولار، والرقم قابل للزيادة بشكل كبير".
هذا وتعرضت محولات وكوابل الكهرباء لضرر كبير، ناهيك عن الأضرار التي طالت القطاع الزراعي والبيوت والبنية التحتية بشكل كامل.
وفي هذا الصدد قال مدير غرفة الطوارئ في بلدية الخليل عنان بدر" نحن غير قادرين على تحديد حجم الأضرار بشكل دقيق، لكن الأهم أن لا أضرار بالأرواح، فهناك عدد من الإصابات الطفيفة فقط، أما بخصوص الأضرار المادية فهي كبيرة جدا".
وفي إشارته حول الأضرار في المنطقة الصناعية بالخليل فقد أكّد أن حوالي "90%" من المنشئات والمصانع المبنية بالبركسات قد هدمت لأن قواعدها غير متينة حسب تعبيره، وقرابة "15" منزلا سكنيا تعرضوا لضرر كبير، مما استدعى لنقلهم إلى أماكن أكثر أمنا بالتعاون مع الجهات المعنية وأهالي المدينة الذين وقفوا جنبا إلى جنب مع غرفة الطوارئ".
أما بخصوص الكهرباء فقد أكّد مدير العلاقات العامة والإعلام في كهرباء الخليل، محمد المحتسب، أن الأضرار الحاصلة تكمن في الكوابل والشبكات المنتشرة، موضحا أن هناك محوّلا واحدا حرق في حلحول شمال الخليل، فيما تضررت عدد من الشبكات بشكل كبير بسبب وقوع الأشجار على الأعمدة.
وفي ذات السياق بيّن المحتسب أن هناك إصابة واحدة بين المواطنين جراء صعقة كهربائية، بعد محاولته إزاحة كيبل معطوب عن الشارع، مضيفا:" حتى اللحظة تم تغيير حوالي 25 عامود كهربائي، وقد يصل عدد الأعمدة المتغيرة إلى مئة في الساعات والأيام القليلة القادمة، وحول الخسائر المادية بشكل مبدئي تقدر بعشرات ألوف الدولارات".
من جانبه قال مدير مديرية الدفاع المدني بالخليل المقدم أنور المحاريق أنهم قاموا بإخلاء العديد من بيوت الخيام والبركسات في يطا والسموع ودورا، وتمّ تأمينهم في أماكن آمنة بتوفير كافة احتياجاتهم من خلال التواصل مع الجهات المعنية وأهالي المحافظة.
وأشاد المحاريق بدور أصحاب الجرافات وأصحاب المركبات ذات الدفع الرباعي لمساعدتهم في نقل الحالات الإنسانية للمستشفيات، مثمنا جهودهم التي تنم عن التواطد والتكاتف بين المؤسسات المعنية وأهالي المحافظة.
وأعرب المواطنين عن شكرهم لغرفة الطوارئ المشتركة وكل العاملين الذين عملوا على تسهيل الحياة في المنخفض الجوّي (اليكسا).
وأثنى المواطن ادريس داود، 30 عاما، على جهود بلدية الخليل وكهربائها لجهودها الكبيرة قائلا:" أنا من سكان المنطقة الجنوبية بالخليل، تعرض المحول الكهربائي بمنطقتنا لضرر كبير، ومن لحظتها سارعت الطواقم المختصة على إصلاحه والذي استمر العمل فيه بالليل والنهار لمدة يومين كاملين تحت سطوة البرد والثلج، فالشكر قليل جدا عليهم".
وحول الأضرار الناتجة عن العاصفة الثلجية(اليكسا)، أوضح مدير غرفة الطوارئ في بلدية الخليل عنان بدر أنه تمّ تشكيل لجنة ستبدأ أعمالها من اليوم الاثنين، لإحصاء وتحديد حجم الأضرار والخسائر التي تعرضت لها محافظة الخليل من كافة الجوانب وبمختلف القطاعات.